وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" وسالت بأعناق المطي الأباطح والمنهمر : المنصب أي المصبوب يقال : همر الماء إذا صبه أي نازل بقوة .
والتفجير : إسالة الماء يقال : تفجر الماء إذا سال قال تعالى ( حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ) .
وتعدية ( فجرنا ) إلى اسم الأرض تعدية مجازية إذ جعلت الأرض من كثرة عيونها كأنها عين تتفجر . وفي هذا إجمال جيء من أجله بالتمييز له بقوله ( عيونا ) لبيان هذه النسبة وقد جعل هذا ملحقا بتمييز النسبة لأنه محول عن المفعول إذ المعنى : وفجرنا عيون الأرض وهو مثل المحول عن الفاعل في قوله تعالى ( واشتعل الرأس شيبا ) أي شيب الرأس إذ لا فرق بينهما ونكتة ذلك واحدة . قال في المفتاح : " إسناد الاشتعال إلى الرأس لإفادة شمول الاشتعال للرأس إذ وازن اشتعل شيب الرأس واشتعل الرأس شيبا وازن اشتعلت النار في بيتي واشتعل في بيتي نارا " اه .
والتقاء الماء : تجمع ماء الأمطار مع ماء عيون الأرض فالالتقاء مستعار للاجتماع شبه الماء النازل من السماء والماء الخارج من الأرض بطائفتين جاءت كل واحدة من مكان فالتقتا في مكان واحد كما يلتقي الجيشان .
والتعريف في ( الماء ) للجنس . وعلم من إسناد الالتقاء أنهما نوعان من الماء ماء المطر وماء العيون .
و ( على ) من قوله ( على أمر ) يجوز أن تكون بمعنى " في " كقوله تعالى ( ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها ) وقول الفرزدق : .
على حالة لو أن في البحر حاتما ... على جوده لظن بالماء حاتم والظرفية مجازية . ويجوز أن تكون ( على ) للاستعلاء المجازي أي ملابسا لأمر قد قدر ومتمكنا منه .
ومعنى التمكن : شدة المطابقة لما قدر وأنه لم يحد عنه قيد شعرة .
والأمر : الحال والشأن وتنوينه للتعظيم .
ووصف الأمر بأنه ( قد قدر ) أي أتقن وأحكم بمقدار يقال : قدره بالتخفيف إذا ضبطه وعينه كما قال تعالى ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) ومحل ( على أمر ) النصب على الحال من الماء .
وأكتفي بهذا الخبر عن بقية المعنى . وهو طغيان الطوفان عليهم اكتفاء بما أفاده تفريع ( ففتحنا أبواب السماء ) كما تقدم انتقالا إلى وصف إنجاء نوح من ذلك الكرب العظيم فجملة ( وحملناه ) معطوفة على التفريع عطف احتراس .
والمعنى : فأغرقناهم ونجيناه .
و ( ذات ألواح ودسر ) صفة السفينة أقيمت مقام الموصوف هنا معوضا عن أن يقال : وحملناه على الفلك لأن في هذه الصفة بيان متانة هذه السفينة وإحكام صنعها . وفي ذلك إظهار لعناية الله بنجاة نوح ومن معه فإن الله أمره بصنع السفينة وأوحى إليه كيفية صنعها ولم تكن تعرف سفينة قبلها قال تعالى ( وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ) وعادة البلغاء إذا احتاجوا لذكر صفة بشيء وكان ذكرها دالا على موصوفها أن يستغنوا عن ذكر الموصوف إيجازا كما قال تعالى ( أن اعمل سابغات ) أي دروعا سابغات .
والحمل : رفع الشيء على الظهر أو الرأس لنقله ( وتحمل أثقالكم ) وله مجازات كثيرة .
والألواح : جمع لوح وهو القطعة المسواة من الخشب .
A E والدسر : جمع دسار وهو المسمار .
وعدي فعل ( حملنا ) إلى ضمير نوح دون من معه من قومه لأن هذا الحمل كان إجابة لدعوته ولنصره فهو المقصود الأول من هذا الحمل وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى ( فأنجيناه والذين معه برحمة منا ) وقوله ( فإذا استويت أنت والذين معك على الفلك ) ونحوه من الآيات الدالة على أنه المقصود بالانجاء وأن نجاة قومه بمعيته وحسبك قوله تعالى في تذييل هذه الآية ( جزاء لمن كان كفر ) فإن الذي كان كفر هو نوح كفر به قومه .
و ( على ) للاستعلاء المجازي وهو التمكن كقوله تعالى ( فإذا استويت أنت ومن معك في الفلك ) وإلا فإن استقراره في السفينة كائن في جوفها كما قال تعالى ( إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية ) ( قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين ) .
والباء في ( بأعيننا ) للملابسة .
وأعين : جمع عين بإطلاقه المجازي وهو الاهتمام والعناية كقول النابغة : .
" علمتك ترعاني بعين بصيرة وقال تعالى ( فإنك بأعيننا )