وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

زيادة تحقيق لصدق الرؤيا بأن الذي أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم بهذا الدين ما كان ليريه رؤيا صادقة . فهذه الجملة تأكيد للتحقيق المستفاد من حرف ( قد ) ولام القسم في قوله ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق ) . وبهذا يظهر لك حسن موقع الضمير والموصول في قوله ( هو الذي أرسل رسوله ) لأن الموصول يفيد العلم بمضمون الصلة غالبا .
A E والضمير عائد إلى اسم الجلالة في قوله ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا ) وهم يعلمون أن رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم وحي من الله فهو يذكرهم بهاتين الحقيقتين المعلومتين عندهم حين لم يجروا على موجب العلم بهما فخامرتهم ظنون لا تليق بمن يعلم أن رؤيا الرسول وحي وأن الموحي له هو الذي أرسله فكيف يريه رؤيا غير صادقة . وفي هذا تذكير ولوم للمؤمنين الذين غفلوا عن هذا وتعريض بالمنافقين الذين أدخلوا التردد في قلوب المؤمنين .
والباء في ( بالهدى ) للمصاحبة وهو متعلق ب ( أرسل ) . والهدى أطلق على ما به الهدى أي كقوله تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) وقوله ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس ) .
وعطف ( دين الحق ) على الهدى ليشمل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الأحكام أصولها وفروعها مما أوحي به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم سوى القرآن من كل وحي بكلام لم يقصد به الإعجاز أو كان من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
ويجوز أن يكون المراد ( بالهدى ) أصول الدين من اعتقاد الإيمان وفضائل الأخلاق التي بها تزكية النفس و ( بدين الحق ) : شرائع الإسلام وفروعه .
واللام في ( ليظهره ) لتعليل فعل ( أرسل ) ومتعلقاته أي أرسله بذلك ليظهر هذا الدين على جميع الأديان الإلهية السالفة ولذلك أكد ب ( كله ) لأنه في معنى الجمع .
ومعنى ( يظهره ) يعليه . والإظهار : أصله مشتق من ظهر بمعنى بدا فاستعمل كناية عن الارتفاع الحقيقي ثم أطلق مجازا عن الشرف فصار أظهره بمعنى أعلاه أي ليشرفه على الأديان كلها وهذا كقوله في حق القرآن ( مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ) .
ولما كان المقصود من قوله ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ) الخ الشهادة بأن الرؤيا صدق ذيل الجملة بقوله ( وكفى بالله شهيدا ) أي أجزأتكم شهادة الله بصدق الرؤيا إلى أن تروا ما صدقها في الإبان .
وتقدم الكلام على نظير ( وكفى بالله شهيدا ) في آخر سورة النساء .
( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) لما بين صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في رؤياه واطمأنت نفوس المؤمنين أعقب ذلك بتنويه شأن الرسول صلى الله عليه وسلم والثناء على المؤمنين الذين معه .
و ( محمد ) خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو محمد يعود هذا الضمير المحذوف على قوله ( رسوله ) في الآية قبلها . وهذا من حذف المسند الذي وصفه السكاكي " بالحذف الذي الاستعمال وارد على ترك المسند إليه وترك نظائره " . قال التفتزاني في المطول " ومنه قولهم بعد أن يذكروا رجلا : فتى من شأنه كذا وكذا وهو أن يذكروا الديار أو المنازل ربع كذا وكذا " . ومن أمثلة المفتاح ( فراجعهما ) " أي العقل السليم والطبع المستقيم " في مثل قوله : .
سأشكر عمرا إن تراخت منيتي ... أيادي لم تمنن وإن هي جلت .
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه ... ولا مظهر الشكوى إذا النعل زلت إذ لم يقل : هو فتى .
وهذا المعنى هو الأظهر هنا إذ ليس المقصود إفادة أن محمدا رسول الله وإنما المقصود بيان رسول الله من هو بعد أن أجرى عليه من الأخبار من قوله ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق ) إلى قوله ( ليظهره على الدين كله ) فيعتبر السامع كالمشتاق إلى بيان : من هذا المتحدث عنه بهذه الأخبار ؟ فيقال له : محمد رسول الله أي هو محمد رسول الله . وهذا من العناية والاهتمام بذكر مناقبه صلى الله عليه وسلم .
فتعتبر الجملة المحذوف مبتدؤها مستأنفة استئنافا بيانيا .
وفيه وجوه أخر لا تخفى والأحسن منها هذا