وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( أنصتوا ) أمر بتوجيه الأسماع إلى الكلام اهتماما به لئلا يفوت منه شيء . وفي حديث جابر بن عبد الله في حجة الوداع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له " استنصت الناس " أي قبل أن يبدأ في خطبته .
وفي الحديث " إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت " أي قالوا كلهم : أنصتوا كل واحد يقولها للبقية حرصا على الوعي فنطق بها جميعهم .
وقضي " مبني " للنائب . والضمير للقرآن بتقدير مضاف أي قضيت قراءته أي انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من القراءة حين حضروا وبانتهائه من القراءة تم مراد الله من صرف الجن ليستمعوا القرآن فولوا أي انصرفوا من مكان الاستماع ورجعوا إلى حيث يكون جنسهم وهو المعبر عنه ب ( قومهم ) على طريقة المجاز نزل منزلة الأنس لأجل هذه الحالة الشبيهة بحالة الناس فإطلاق القوم على أمة الجن نظير إطلاق النفر على الفريق من الجن المصروف إلى سماع القرآن .
والمنذر : المخبر بخبر مخيف .
ومعنى ( ولوا إلى قومهم منذرين ) رجعوا إلى بني جنسهم بعد أن كانوا في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم يتسمعون القرآن فأبلغوهم ما سمعوا من القرآن مما فيه التخويف من بأس الله تعالى لمن لا يؤمن بالقرآن .
والتبشير لمن عمل بما جاء به القرآن .
ولا شك أن الله يسر لهم حضورهم لقراءة سورة جامعة لما جاء به القرآن كفاتحة الكتاب وسورة الإخلاص .
وجملة ( قالوا يا قومنا ) إلى آخرها مبينة لقوله ( منذرين ) .
وحكاية تخاطب الجن بهذا الكلام الذي هو من كلام عربي حكاية بالمعنى إذ لا يعرف أن للجن معرفة بكلام الإنس وكذلك فعل ( قالوا ) مجاز عن الإفادة أي أفادوا جنسهم بما فهموا منه بطرق الاستفادة عندهم معاني ما حكي بالقول في هذه الآية كما في قوله تعالى ( قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم ) .
وابتدأوا إفادتهم بأنهم سمعوا كتابا تمهيدا للغرض من الموعظة بذكر الكتاب ووصفه ليستشرف المخاطبون لما بعد ذلك .
ووصف الكتاب بأنه ( أنزل من بعد موسى ) دون : أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لأن التوراة آخر كتاب من كتب الشرائع نزل قبل القرآن وأما ما جاء بعده فكتب مكملة للتوراة ومبينة لها مثل زبور داود وإنجيل عيسى فكأنه لم ينزل شيء جديد بعد التوراة فلما نزل القرآن جاء بهدي مستقل غير مقصود منه بيان التوراة ولكنه مصدق للتوراة وهاد إلى أزيد مما هدت إليه التوراة .
و ( ما بين يديه ) : ما سبقه من الأديان الحق .
ومعنى ( يهدي إلى الحق ) : يهدي إلى الاعتقاد الحق ضد الباطل من التوحيد وما يجب لله تعالى من الصفات وما يستحيل وصفه به .
والمراد بالطريق المستقيم : ما يسلك من الأعمال والمعاملة . وما يترتب على ذلك من الجزاء شبه ذلك بالطريق المستقيم الذي لا يضل سالكه عن القصد من سيره .
A E ويجوز أن يراد ب ( الحق ) ما يشمل الاعتقاد والأعمال الصالحة . ويراد بالطريق المستقيم الدلائل الدالة على الحق وتزييف الباطل فإنها كالصراط المستقيم في إبلاغ متبعها إلى معرفة الحق .
وإعادتهم نداء قومهم للاهتمام بما بعد النداء وهو ( أجيبوا داعي الله ) الى آخره لأنه المقصود من توجيه الخطاب إلى قومهم وليس المقصود إعلام قومهم بما لقوا من عجيب الحوادث وإنما كان ذلك توطئة لهذا ولأن اختلاف الأغراض وتجدد الغرض مما يقتضي إعادة مثل هذا النداء كما يعيد الخطيب قوله ( أيها الناس ) كما وقع في خطبة حجة الوداع . واستعير ( أجيبوا ) لمعنى : اعملوا وتقلدوا تشبيها للعمل بما في كلام المتكلم بإجابة نداء المنادي كما في الآية ( إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ) أي إلا أن أمرتكم فأطعتموني . لأن قومهم لم يدعهم داع إلى شيء أي أطيعوا ما طلب منكم أن تعملوه .
وداعي الله يجوز أن يكون القرآن لأنه سبق في قولهم ( إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى ) . وأطلق على القرآن ( داعي الله ) مجازا لأنه يشتمل على طلب الاهتداء بهدي الله فشبه ذلك بدعاء إلى الله واشتق منه وصف للقرآن بأنه ( داعي الله ) على طريقة التبعية وهي تابعة لاستعارة الإجابة لمعنى العمل .
ويجوز أن يكون ( داعي الله ) محمدا صلى الله عليه وسلم لأنه يدعو إلى الله بالقرآن .
وعطف ( وآمنوا به على ) ( أجيبوا داعي الله ) عطف خاص على عام