وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والإشارة ب ( ذلك ) إلى ما تضمنه قوله ( الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة ) من زعم الأصنام آلهة وأنها تقربهم إلى الله والإفك بكسر الهمزة .
والافتراء : نوع من الكذب وهو ابتكار الأخبار الكاذبة ويرادف الاختلاق لأنه مشتق من فري الجلد فالافتراء الكذب الذي يقوله فعطف ( ما كانوا يفترون ) على ( إفكهم ) عطف الأخص على الأعم فإن زعمهم الأصنام شركاء لله كذب مروي من قبل فهو إفك . وأما زعمهم أنها تقربهم إلى الله فذلك افتراء اخترعوه .
وإقحام فعل ( كانوا ) للدلالة على أن افتراءهم راسخ فيهم . ومجيء ( يفترون ) بصيغة المضارع للدلالة على أن افتراءهم متكرر .
( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين [ 29 ] قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم [ 30 ] يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم [ 31 ] ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين [ 32 ] ) هذا تأييد للنبي صلى الله عليه وسلم بأن سخر الله الجن للإيمان به وبالقرآن فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا عند الثقلين ومعظما في العالمين وذلك ما لم يحصل لرسول قبله .
والمقصود من نزول القرآن بخبر الجن توبيخ المشركين بأن الجن وهم من عالم آخر علموا القرآن وأيقنوا بأنه من عند الله والمشركون وهم من عالم الإنس ومن جنس الرسول صلى الله عليه وسلم المبعوث بالقرآن وممن يتكلم بلغة القرآن لم يزالوا في ريب منه وتكذيب وإصرار فهذا موعظة للمشركين بطريق المضادة لأحوالهم بعد أن جرت موعظتهم بحال مماثليهم في الكفر من جنسهم .
ومناسبة ذكر إيمان الجن ما تقدم من قوله تعالى ( أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين ) .
فالجملة معطوفة على جملة ( واذكر أخا عاد ) عطف القصة على القصة ويتعلق قوله هنا ( إذ صرفنا ) بفعل يدل عليق قوله ( واذكر أخا عاد ) والتقدير : واذكر إذ صرفنا إليك نفرا من الجن .
وأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بذكر هذا للمشركين وإن كانوا لا يصدقونه لتسجيل بلوغ ذلك إليهم لينتفع به من يهتدي ولتكتب تبعته على الذين لا يهتدون .
A E وليس في هذه الآية ما يقتضي أن الله أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الجن واختلف المفسرون لهذه الآية في أن الجن حضروا بعلم من النبي صلى الله عليه وسلم أو بدون علمه . ففي جامع الترمذي عن ابن عباس قال " ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم انطلق رسول الله في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ فلما كانوا بنخلة " اسم موضع " وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر وكان نفر من الجن فيه فلما سمعوا القرآن رجعوا إلى قومهم فقالوا : إنا سمعنا قرآنا عجبا " .
وفي الصحيح عن ابن مسعود " افتقدنا النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وهو بمكة فقلنا ما فعل به اغتيل أو واستطير فبتنا بشر ليلة حتى إذا أصبحنا إذا نحن به من قبل حراء فقال " أتاني داعي الجن فأتيتهم فقرأت عليهم القرآن " .
وأياما كان فهذا الحادث خارق عادة وهو معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم . وقد تقدم قوله تعالى ( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي ) في سورة الأنعام .
والصرف : البعث .
والنفر : عدد من الناس دون العشرين . وإطلاقه على الجن لتنزيلهم منزلة الإنس وبيانه بقوله ( من الجن ) .
وجملة ( يستمعون القرآن ) في موضع الحال من الجن وحيث كانت الحال قيدا لعاملها وهو ( صرفنا ) كان التقدير : يستمعون منك إذا حضروا فصار ذلك مؤديا مؤدى المفعول لأجله . فالمعنى : صرفناهم إليك ليستمعوا القرآن .
وضمير ( حضروه ) عائد إلى القرآن وتعدية فعل حضروا إلى ضمير القرآن تعدية مجازية لأنهم إنما حضروا قارئ القرآن وهو الرسول صلى الله عليه وسلم