وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولا تجد كلمة أجمع للمعنيين مع كلمة ( اذكر ) لأنها تصلح لمعنى الذكر اللساني بأن يراد أن يذكر ذلك لقومه ولمعنى الذكر بالضم بأن يتذكر تلك الحالة في نفسه وإن كانت تقدمت له وأمثالها لأن في التذكر مسلاة وإسوة كقوله تعالى ( اصبر على ما يقولون ) و ( اذكر عبدنا داود ذا الأيد ) في سورة ص .
وكلا المعنيين ناظر إلى قوله آنفا ( قل ما كنت بدعا من الرسل ) فإنه إذا قال لهم ذلك تذكروا ما يعرفون من قصص الرسل مما قصه عليهم القرآن من قبل وتذكر هو لا محالة أحوال رسل كثيرين ثم جاءت قصة هود مثالا لذلك .
ومشركو مكة إذا تذكروا في حالهم وحال عاد وجدوا الحالين متماثلين فيجدر بهم أن يخافوا من أن يصيبهم مثل ما أصابهم .
والاقتصار على ذكر عاد لأنهم أول الأمم العربية الذين جاءهم رسول بعد رسالة نوح العامة وقد كانت رسالة هود ورسالة صالح قبل رسالة إبراهيم عليهم السلام وتأتي بعد ذكر قصتهم إشارة إجمالية إلى أمم أخرى من العرب كذبوا الرسل في قوله تعالى ( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى ) الآية .
وأخو عاد هو هود وتقدمت ترجمته في سورة الأعراف .
وعبر عنه هنا بوصفه دون اسمه العلم لأن المراد بالذكر هنا ذكر التمثيل والموعظة لقريش بأنهم أمثال عاد في الإعراض عن دعوة رسول من أمتهم .
والأخ يراد به المشارك في نسب القبيلة يقولون : يا أخا بني فلان ويا أخا العرب وهو المراد هنا وقد يراد بها الملازم والمصاحب يقال : أخو الحرب وأخو عزمات . وقال النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة " أنت أخونا ومولانا " وهو المراد في قوله تعالى ( كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون ) . ولم يكن لوط من نسب قومه أهل سدوم .
و ( إذ أنذر ) اسم للزمن الماضي وهي هنا نصب على البدل من أخا عاد أي اذكر زمن إنذاره قومه فهي بدل اشتمال .
وذكر الإنذار هنا دون الدعوة أو الإرسال لمناسبة تمثيل حال قوم هود بحال قوم محمد صلى الله عليه وسلم فهو ناظر إلى قوله تعالى في أول السورة ( والذين كفروا عما أنذروا معرضون ) .
والأحقاف : جمع حقف بكسر فسكون وهو الرمل العظيم المستطيل وكانت هذه البلاد المسماة بالأحقاف منازل عاد وكانت مشرفة على البحر بين عمان وعدن . وفي منتهى الأحقاف أرض حضرموت وتقدم ذكر عاد عند قوله تعالى ( والى عاد أخاهم هودا ) في سورة الأعراف .
وجملة ( وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ) معترضة بين جملة ( أنذر ) وجملة ( أن لا تعبدوا إلا الله ) المفسرة بها .
وقد فسرت جملة ( أنذر ) بجملة ( لا تعبدوا إلا الله ) الخ .
و ( أن ) تفسيرية لأن ( أنذر ) فيه معنى القول دون حروفه .
ومعنى ( خلت النذر ) سبقت النذر أي نذر رسل آخرين . والنذر : جمع نذارة بكسر النون .
A E و ( من بين يديه ومن خلفه ) بمعنى قريبا من زمانه وبعيدا عنه ف ( من بين يديه ) معناه القرب كما في قوله تعالى ( إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) أي قبل العذاب قريبا منه قال تعالى ( وقرونا بين ذلك كثيرا ) وقال ( ورسلا لم نقصصهم عليك ) . وأما الذي من خلفه فنوح فقد قال هود لقومه ( واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح ) وهذا مراعاة للحالة المقصود تمثيلها فهو ناظر إلى قوله تعالى ( قل ما كنت بدعا من الرسل ) أي قد خلت من قبله رسل مثل ما خلت بتلك .
وجملة ( إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) تعليل للنهي في قوله ( أن لا تعبدوا إلا الله ) أي إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم بسبب شرككم .
وعذاب اليوم العظيم يحتمل الوعيد بعذاب يوم القيامة وبعذاب يوم الاستئصال في الدنيا وهو الذي عجل لهم . ووصف اليوم بالعظم باعتبار ما يحدث فيه من الأحداث العظيمة فالوصف مجاز عقلي .
( قالوا أجئتنا لتأفكنا عن ألهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين [ 22 ] ) جواب عن قوله ( أن لا تعبدوا إلا الله ) ولذلك جاء فعل ( قالوا ) مفصولا على طريق المحاورة .
والاستفهام إنكار . والمجيء مستعار للقصد بطلب أمر عظيم شبه طرو الدعوة بعد أن لم يكن يدعو بها بمجيء جاء لم يكن في ذلك المكان .
والأفك بفتح الهمزة : الصرف وأرادوا به معنى الترك أي لنترك عبادة آلهتنا .
وهذا الإنكار تعريض بالتكذيب فلذلك فرع عليه ( فأتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين ) فصرحوا بتكذيبه بطريق المفهوم