وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( في أصحاب الجنة ) في موضع الحال من اسم الإشارة أي كائنين في أصحاب الجنة حين يتقبل أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم لأن أصحاب الجنة متقبل أحسن أعمالهم ويتجاوز عن سيئاتهم وذكر هذا للتنويه بهم بأنهم من الفريق المشرفين كما يقال : أكرمه في أهل العلم .
وانتصب ( وعد الصدق ) على الحال من التقبل والتجاوز المفهوم من معاني ( يتقبل ) و ( يتجاوز ) فجاء الحال من المصدر المفهوم من الفعل كما أعيد عليه الضمير في قوله تعالى ( اعدلوا هو أقرب للتقوى ) أي العدل أقرب للتقوى .
والوعد : مصدر بمعنى المفعول أي ذلك موعدهم الذي كانوا يوعدونه .
وإضافة ( وعد ) إلى ( الصدق ) إضافة على معنى ( من ) أي وعد من الصدق إذ لا يتخلف .
و ( الذي كانوا يوعدون ) صفة وعد الصدق أي ذلك هو الذي كانوا يوعدونه في الدنيا بالقرآن في الآيات الحاثة على بر الوالدين وعلى الشكر وعلى إصلاح الذرية .
( والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين [ 17 ] ) هذا الفريق المقصود من هذه الآيات المبدوءة بقوله تعالى ( ووصينا الإنسان ) . وهذا الفريق الذي كفر بربه وأساء إلى والديه وقد علم أن والديه كانا مؤمنين من قوله ( أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي ) الآية .
A E فجملة ( والذي قال لوالديه ) الأحسن أن تكون معطوفة على جملة ( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ) الخ انتقال إلى مقالة أخرى من أصول شركهم وهي مقالة إنكار البعث .
وأما قوله ( الذي قال لوالديه ) فالوجه جعله مفعولا لفعل مقدر تقديره : واذكر الذي قال لوالديه لأن هذا الوجه يلائم كل الوجوه .
ويجوز جعله مبتدأ وجملة ( أولئك الذين حق عليهم القول في أمم ) خبرا عنه على أحد الوجهين الاثنين في مرجع اسم الإشارة من قوله ( أولئك الذين حق عليهم القول ) .
و ( الذي ) هنا اسم صادق على الفريق المتصف بصلته . وهذا وصف لفئة من أبناء من المشركين أسلم آباؤهم ودعوهم إلى الإسلام فلم يستجيبوا لهم وأغلظوا لهم القول فضموا إلى الكفر بشنيع عقوق الوالدين وهو قبيح لمنافاته الفطرة التي فطر الله الناس عليها لأن حال الوالدين مع أبنائهما يقتضي معاملتها بالحسنى ويدل لعدم اختصاص قوله في آخرها ( أولئك الذين حق عليهم القول ) إلى آخره .
والذي عليه جمهور المفسرين : أن الآية لا تعني شخصا معينا وأن المراد منها فريق أسلم آباؤهم ولم يسلموا حينئذ .
وعن ابن عباس ومروان بن الحكم ومجاهد والسدي وابن جريج أنها نزلت في ابن لأبي بكر الصديق واسمه عبد الكعبة الذي سماء النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمان بعد أن أسلم عبد الرحمان قالوا : كان قبل الهجرة مشركا وكان يدعوه أبوه أبو بكر وأمه أم رومان إلى الإسلام ويذكر انه بالبعث فيرد عليهما بكلام مثل ما ذكره في هذه الآية . ويقول : فأين عبد الله بن جدعان وأين عثمان بن عمرو وأين عامر بن كعب ومشايخ قريش حتى أسألهم عما يقول محمد . لكن ليست الآية خاصة به حتى تكون نازلة فيه وبهذا يؤول قول عائشة Bها لما قال مروان بن الحكم لعبد الرحمان هو الذي يقول الله فيه ( والذي قال لوالديه أف لكما ) . وذلك في قصة إشارة عبد الرحمان على مروان أخذه البيعة ليزيد بن معاوية بالعهد له بالخلافة