وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وضمير الغيبة في قوله ( سبقونا ) عائد إلى غير مذكور في الآية ولكنه مذكور في كلام الذين كفروا الذي حكته الآية أرادوا به المؤمنين الأولين من المستضعفين مثل بلال وعمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وسمية وزنيرة " بزاي معجمة مكسورة ونون مكسورة مشددة مشبعة وراء مهملة " أمة رومية كانت من السابقات إلى الإسلام وممن عذبهن المشركون ومن أعتقهن أبو بكر الصديق .
وعن عروة بن الزبير قال : عظماء قريش : لو كان ما جاء به محمد خيرا ما سبقتنا إليه زنيرة أي من جملة أقوالهم التي جمعها القرآن في ضمير سبقونا .
( وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم [ 11 ] ) عطف على جملة ( وقال الذين كفروا للذين آمنوا ) الآية أي فقد استوفوا بمزاعمهم وجوه الطعن في القرآن فقالوا ( سحر مبين ) وقالوا ( افتراه ) وقالوا ( لو كان خيرا ما سبقونا إليه ) وبقي أن يقولوا هو ( إفك قديم ) .
وقد نبه الله على أن مزاعمهم كلها ناشئة عن كفرهم واستكبارهم بقوله ( قال الذين كفروا ) وقوله ( وكفرتم به ) وقوله ( واستكبرتم ) وقوله ( وإذ لم يهتدوا به ) الآية .
وإذ قد كانت مقالاتهم رامية إلى غرض واحد وهو تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم كان توزيع أسبابها على مختلف المقالات مشعرا بأن جميعها أسباب لجميعها .
وضمير ( به ) عائد إلى القرآن واسم الإشارة راجع إليه .
A E ومعنى الآية : وإذ لم تحصل هدايتهم بالقرآن فيما مضى فسيستمرون على أن يقولوا هو ( إفك قديم ) إذ لا مطمع في إقلاعهم عن ضلالهم في المستقبل . ولما كانت ( إذ ) ظرفا للزمن الماضي وأضيفت هنا إلى جملة واقعة في الزمن الماضي كما يقتضيه النفي بحرف ( لم ) تعين أن الإخبار عنه بأنهم سيقولون ( هذا إفك ) أنهم يقولونه في المستقبل وهو مؤذن بأنهم كانوا يقولون ذلك فيما مضى أيضا لأن قولهم ذلك من تصاريف أقوالهم الضالة المحكية عنهم في سور أخرى نزلت قبل هذه السورة فمعنى ( فسيقولون ) سيدومون على مقالتهم هذه في المستقبل .
فالاستقبال زمن للدوام على هذه المقالة وتكريرها مثله في قوله تعالى حكاية عن إبراهيم ( وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين ) فإنه قد هداه من قبل وإنما أراد سيديم هدايته إياي .
فليس المقصود إخبار الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأنهم ( سيقولون هذا ) ولم يقولوه في الماضي إذ ليس لهذا الإخبار طائل . وإذ قد حكي أنهم قالوا ما يرادف هذا في آيات كثيرة سابقة على هذه الآية وأنهم لا يقلعون عنه ولا حاجة إلى تقدير فعل محذوف تتعلق به ( إذ ) .
وحيث قدم الظرف في الكلام على عامله أشرب معنى الشرط وهو إشراب وارد في الكلام وكثير في ( إذ ) ولذلك دخلت الفاء في جوابه هنا في قوله ( فسيقولون ) . ويجوز أن تكون ( إذ ) للتعليل وتتعلق ( إذ ) ب ( يقولون ) ولا تمنع الفاء من عمل ما بعدها فيما قبلها على التحقيق . وإنما انتظمت الجملة هكذا لإفادة هذه الخصوصيات البلاغية فالواو للعطف والمعطوف في معنى شرط والفاء لجواب الشرط . وأصل الكلام : وسيقولون هذا إفك قديم إذ لم يهتدوا به ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ! وهذا التفسير جار على ما اختاره ابن الحاجب في الأمالي دون ما ذهب إليه صاحب الكشاف فإنه تكلف له تكلفا غير شاف .
( ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لتنذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين [ 12 ] ) اتبع إبطال ترهاتهم الطاعنة في القرآن بهذا الكلام المفيد زيادة الإبطال لمزاعمهم بالتذكير بنظير القرآن ومثيل له من كتب الله تعالى هو مشهور عندهم وهو التوراة مع التنويه بالقرآن ومزيته والنعي عليهم إذ حرموا أنفسهم الانتفاع بها فعطفت هذه الآية على التي قبلها لارتباطها بها في إبطال مزاعمهم وفي أنها ناظرة إلى قوله ( وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ) كما تقدم .
ففي قوله ( ومن قبله كتاب موسى ) إبطال لإحالتهم أن يوحي الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم بأن الوحي سنة إلهية سابقة معلومة أشهره كتاب موسى أي التوراة وهم قد بلغتهم نبوءته من اليهود .
وضمير ( من قبله ) عائد إلى القرآن .
وتقديم ( من قبله ) للاهتمام بهذا الخبر لأنه محل المقصد من الجملة