وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمثل : المماثل والمشابه في صفة أوفعل وضمير ( مثله ) للقرآن فلفظ ( مثله ) هنا يجوز أن يحمل على صريح الوصف أي على مماثل للقرآن فيما أنكروه مما تضمنه القرآن من نحو توحيد الله وإثبات البعث وذلك المثل هو كتاب التوراة أو الزبور من كتب بني إسرائيل يومئذ .
ويجوز أن يحمل المثل على أنه كناية عما أضيف إليه لفظ ( مثل ) فيكون لفظ ( مثل ) بمنزلة المقحم على طريقة قول العرب : ( مثلك لا يبخل ) وكما هو أحد محملين في قوله تعالى ( ليس كمثله شيء ) . فالمعنى : وشهد شاهد على صدق القرآن فيما حواه .
ويجوز أن يكون ضمير ( مثله ) عائدا على الكلام المتقدم بتأويل المذكور أي على مثل ما ذكر في أنه ( من عند الله ) وأنه ليس بدعا من كتب الرسل .
فالمراد ب ( شاهد من بين إسرائيل ) شاهد غير معين أي أي شاهد لأن الكلام إنباء لهم بما كانوا يتساءلون به مع اليهود . وبهذا فسر الشعبي ومسروق واختاره ابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمة عبد الله بن سلام فالخطاب في قوله ( أرأيتم ) وما بعده موجه إلى المشركين من أهل مكة وقال ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد وعكرمة : المراد ب ( شاهد من بين إسرائيل ) عبد الله بن سلام . وروى الترمذي عن عبد الله بن سلام أنه قال : في نزلت آيات من كتاب الله ( وشهد شاهد من بين إسرائيل ) الآية .
ومثل قول قتادة ومجاهد وعكرمة روي عن ابن زيد ومالك بن أنس وسفيان الثوري ووقع في صحيح البخاري في باب فضل عبد الله بن سلام حديث عبد الله ابن يوسف عن مالك عن سعد بن أبي وقاص قال : وفيه نزلت هذه الآية ( وشهد شاهد من بين إسرائيل على مثله ) الآية قال عبد الله بن يوسف : لا أدري قال مالك : الآية أو في الحديث .
A E قال مسروق : ليس هو ابن سلام لأن أسلم بالمدينة والسورة مكية وقال الشعبي مثله . ويجوز أن تكون الآية نزلت بالمدينة وأمر بوضعها في سورة الأحقاف وعلى هذا يكون الخطاب في قوله ( أرأيتم ) وما بعده لأهل الكتاب بالمدينة وما حولها . وعندي أنه يجوز أن يكون هذا إخبارا من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بما سيقع من إيمان عبد الله بن سلام فيكون هو المراد ب ( شاهد من بين إسرائيل ) وإن كانت الآية مكية .
والظاهر أن مثل هذه الآية هو الذي جرأ المشركين على إنكار نزول الوحي على موسى وغيره من الرسل فقالوا ( لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ) وقالوا ( ما أنزل الله على بشر من شيء ) حين علموا أن قد لزمتهم الحجة بنزول ما سلف من الكتب قبل القرآن .
وجملة ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) تعليل للكلام المحذوف الدال عليه ما قبله كما علمته آنفا أي ضللتم ضلالا لا يرجى له زوال لأنكم ظالمون ( والله لا يهدي القوم الظالمين ) . وهذا تسجيل عليهم بظلمهم أنفسهم .
وجيء في الشرط بحرف ( إن ) الذي شأنه أن يكون في الشرط غير المجزوم بوقوعه مجاراة لحال المخاطبين استنزالا لطائر جماحهم لينزلوا للتأمل والمحاورة .
( وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه ) هذا حكاية خطأ آخر من أخطاء حجج المشركين الباطلة وهو خطأ منشؤه الإعجاب بأنفسهم وغرورهم بدينهم فاستدلوا على أن لا خير في الإسلام بأن الذين ابتدروا الأخذ به ضعفاء القوم وهم يعدونهم منحطين عنهم فهم الذين قالوا ( أهؤلاء من الله عليهم من بيننا ) كما تقدم في الأنعام وهو نظير قول قوم نوح ( وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي ) ومناسبته لما قبله أنه من آثار استكبارهم فناسب قوله ( واستكبرتم ) .
واللام في قوله ( للذين آمنوا ) لام التعليل متعلقة بمحذوف هو حال من الذين كفروا تقديره : مخصصين أو مريدين كاللام في قوله تعالى ( وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ) وقوله في الآية السابقة ( قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين ) .
وليست هي لام تعدية فعل القول إلى المخاطب بالقول نحو ( ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا ) المسماة لام التبليغ .
والضمير المستتر في ( كان ) عائد إلى ما عاد إليه ضمير ( إن كان من عند الله ) وهو القرآن المفهوم من السياق أو ما يوحى إلي .
والسبق أطلق على تحصيل شيء قبل أن يحصله آخر شبه بأسرع الوصول بين المتجارين والمراد : الأخذ بما جاء به القرآن من العقائد والأعمال