وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ووجه عطف ( ولا بكم ) على ( بي ) بإقحام ( لا ) النافية مع أنهما متعلقان بفعل صلة ( ما ) الموصولة وليس في الصلة نفي فلماذا لم يقل : ما يفعل بي وبكم لأن الموصول وصلته لما وقعا مفعولا للمنفي في قوله ( وما أدري ) تناول النفي ما هو في حيز ذلك الفعل المنفي فصار النفي شاملا للجميع فحسن إدخال حرف النفي على المعطوف كما حسن دخول الباء التي شأنها أن تزاد فيجر بها الاسم المنفي المعطوف على اسم ( إن ) وهو مثبت في قوله تعالى ( أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى ) لوقوع ( أن ) العاملة فيه في خبر النفي وهو ( أو لم يروا ) وكذلك زيادة ( من ) في قوله تعالى ( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير ) فإن ( خير ) وقع معمولا لفعل ( ينزل ) وهو فعل مثبت ولكنه لما انتفت ودادتهم التنزيل صار التنزيل كالمنفي لديهم .
وعطف ( وما أنا إلا نذير مبين ) على جملة ( ما كنت بدعا من الرسل ) لأنه الغرض المسوق له الكلام بخلاف قوله ( وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) .
والمعنى : وما أنا نذير مبين لا مفتر فالقصر قصر إضافي وهو قصر قلب لرد قولهم ( افتراه ) .
( قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فأمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين [ 10 ] ) أعيد الأمر بأن يقول لهم حجة أخرى لعلها تردهم إلى الحق بعد ما تقدم من قوله ( قل أرأيتم ما تدعون من دون الله ) الآية وقوله ( قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا ) وقوله ( قل ما كنت بدعا من الرسل ) الآية .
A E وهذا استدراج لهم للوصول إلى الحق في درجات النظر فقد بادأهم بأن ما أحالوه من أن يكون رسولا من عند الله ليس بمحال إذ لم يكن أول الناس جاء برسالة من الله . ثم أعقبه بأن القرآن إذا فرضنا أنه من عند الله وقد كفرتم بذلك كيف يكون حالكم عند الله تعالى .
وأقحم في هذا أنه لو شهد شاهد من أهل الكتاب بوقوع الرسالات ونزول الكتب على الرسل وآمن برسالتي كيف يكون انحطاطكم عن درجته وقد جاءكم كتاب فأعرضتم عنه فهذا كقوله ( أو تقولوا لو أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم ) وهذا تحريك للهمم . ونظير هذه الآية آية سورة فصلت ( قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد ) سوى أن هذه أقحم فيها قوله ( وشهد شاهد من بني إسرائيل ) فإن المشركين كانت له مخالطة مع بعض اليهودي في مكة ولهم صلة بكثير منهم في التجارة بالمدينة وخيبر فلما ظهرت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يسألون من لقوه من اليهود عن أمر الأديان والرسل فكان اليهود لا محالة يخبرون المشركين ببعض الأخبار عن رسالة موسى وكتابه وكيف أظهره الله على فرعون .
فاليهود وإن كانوا لا يقرون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فهم يتحدثون عن رسالة موسى عليه السلام بما هو مماثل لحال النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه وفيه ما يكفي لدفع إنكارهم رسالته .
فالاستفهام في ( أرأيتم ) تقريري للتوبيخ ومفعولا ( أرأيتم ) محذوفان .
والتقدير : أرأيتم أنفسكم ظالمين : والضمير المستتر في ( إن كان ) عائد إلى القرآن المعلوم من السياق أو إلى ما يوحى إلي في قوله آنفا ( إن أتبع إلا ما يوحى إلي ) . وجملة ( وكفرتم به ) في موضع الحال من ضمير ( أرأيتم ) . ويجوز أن يكون عطفا على فعل الشرط . وكذلك جملة ( وشهد شاهد من بني إسرائيل ) . لأن مضمون كلتا الجملتين واقع فلا يدخل في حيز الشرط وجواب الشرط محذوف دل عليه سياق الجدل . والتقدير : أفترون أنفسكم في ضلال .
وجملة ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) تذييل لجملة جواب الشرط المقدرة وهي تعليل أيضا . والمعنى : أتظنون إن تبين أن القرآن وحي من الله وقد كفرتم بذلك فشهد شاهد على حقية ذلك توقنوا أن الله لم يهدكم لأنكم ظالمون وأن الله لا يهدي الظالمين .
وضميرا ( كان ) و ( مثله ) عائدان إلى القرآن الذي سبق ذكره مرات من قوله ( تنزيل الكتاب من الله ) وقوله ( ائتوني بكتاب من قبل هذا ) .
وجملة ( واستكبرتم ) عطف على جملة ( وشهد شاهد ) الخ وجملة ( وشهد شاهد ) عطف على جملة ( إن كان من عند الله )