وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والشهيد : الشاهد أي المخبر بالواقع . والمراد به هنا الحاكم بما يعلمه من حالنا كما دل عليه قوله ( بيني وبينكم ) لأن الحكم يكون بين خصمين ولا تكون الشهادة بينهما بل لأحدهما قال تعالى ( وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) .
وإجراء وصفي ( الغفور الرحيم ) عليه تعالى اقتضاه ما تضمنه قوله ( كفى به شهيدا بيني وبينكم ) من التهديد والوعيد وهو تعريض بطلب الإقلاع عما هم فيه من الخوض بالباطل .
( قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين [ 9 ] ) أعيد الأمر بأن يقول ما هو حجة عليهم لما علمت آنفا في تفسير قوله ( قل أرأيتم ما تدعون من دون الله ) الآيات .
A E وهذا جواب عما تضمنه قولهم ( افتراه ) من إحالتهم صدقه فيما جاء به من الرسالة عن الله إحالة دعتهم إلى نسبة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الافتراء على الله . وإنما لم يعطف على جملة ( قل إن افتريته ) لأن المقصود الارتقاء في الرد عليهم من رد إلى أقوى منه فكان هذا كالتعدد والتكرير وسيأتي بعده قوله ( قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به ) . ونظير ذلك ما في سورة المؤمنين ( بل قالوا مثل ما قال الأولون ) إلى ( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون ) وقوله ( قل من رب السماوات السبع ) وقوله ( قل من بيده ملكوت كل شيء ) الخ .
والبدع بكسر الباء وسيكون الدال معناه البديع مثل : الخف يعني الحفيف قال امرؤ القيس : .
" يزل الغلام الخف عن صواته ومنه : الخل بمعنى الخليل . فالبدع : صفة مشبهة بمعنى البادع ومن أسمائه تعالى ( البديع ) خالق الأشياء ومخترعها . فالمعنى : ما كنت محدثا شيئا لم يكن بين الرسل .
و ( من ) ابتدائية أي ما كنت آتيا منهم بديعا غير مماثل لهم فكما سمعتم بالرسل الأولين أخبروا عن رسالة الله إياهم فكذلك أنا فلماذا يعجبون من دعوتي .
وهذه الآية صالحة للرد على نصارى زماننا الذين طعنوا في نبوته بمطاعن لا منشأ لها إلا تضليل وتمويه على عامتهم لأن الطاعنين ليسوا من الغباوة بالذين يخفى عليهم بهتانهم كقولهم إنه تزوج النساء أو أنه قاتل الذين كفروا أو أنه أحب زينب بنت جحش .
وقوله ( وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) تتميم لقوله ( قل ما كنت بدعا من الرسل ) وهو بمنزلة الاعتراض فإن المشركين كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن مغيبات استهزاء فيقول أحدهم إذا ضلت ناقته : أين ناقتي ؟ ويقول أحدهم : من أبي أو نحو ذلك فأمر الله الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعلمهم بأنه لا يدري ما يفعل به ولا بهم أي في الدنيا وهذا معنى قوله تعالى ( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ) .
ولذلك كان قوله ( إن أتبع إلا ما يوحى ) استئنافا بيانيا وإتماما لما في قوله ( وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) بأن قصارى ما يدريه هو اتباع ما يعلمه الله به فهو تخصيص لعمومه ومثل علمه بأنه رسول من الله وأن المشركين في النار وأن وراء الموت بعثا . ومثل أنه سيهاجر إلى أرض ذات نخل بين حرتين ومثل قوله تعالى ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) ونحو ذلك مما يرجع إلى ما أطلعه الله عليه فدع ما أطال به بعض المفسرين هنا من المراد بقوله ( وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) ومن كونها منسوخة أو محكمة ومن حكم نسخ الخبر