وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( وأنتم فيها خالدون ) بشارة لهم بعدم انقطاع الحبرة وسعة الرزق ونيل الشهوات وجيء فيه بالجملة الاسمية الدالة على الدوام والثبات تأكيدا لحقيقة الخلود لدفع توهم أن يراد به طول المدة فحسب .
وتقديم المجرور للاهتمام وعطف على بعض ما يقال لهم مقول آخر قصد منه التنويه بالجنة وبالمؤمنين إذ أعطوها بسبب أعمالهم الصالحة فأشير إلى الجنة باسم إشارة البعيد تعظيما لشأنها وإلا فإنها حاضرة نصب أعينهم .
وجملة ( وتلك الجنة التي أورثتموها ) الآية تذييل للقول .
واسم الإشارة مبتدأ و ( الجنة ) خبره أي تلك التي ترونها هي الجنة التي سمعتم بها ووعدتم بدخولها .
وجملة ( التي أورثتموها بما كنتم تعملون ) صفة للجنة .
واستعير ( أورثتموها ) لمعنى : أعطيتموها دون غيركم بتشبيه إعطاء الله المؤمنين دون غيرهم نعيم الجنة بإعطاء الحاكم مال الميت لوارثه دون غيره من القرابة لأنه أولى به وآثر بنيله .
والباء في ( بما كنتم تعملون ) للسببية وهي سببية بجعل الله ووعده ودل قوله ( كنتم تعملون ) على أن عملهم الذي استحقوا به الجنة أمر كائن متقرر وأن عملهم ذلك متكرر متجدد أي غير منقطع إلى وفاتهم .
وجملة ( لكم فيها فاكهة كثيرة ) صفة ثانية للجنة . والفاكهة : الثمار رطبها ويابسها وهي من أحسن ما يستلذ من المآكل وطعومها معروفة لكل سامع .
ووجه تكرير الامتنان بنعيم المأكل والمشرب في الجنة : أن ذلك من النعيم الذي لا تختلف الطباع البشرية في استلذاذه ولذلك قال ( منها تأكلون ) كقوله تعالى ( كلوا من ثمره إذا أثمر ) .
( إن المجرمين في عذاب جهنم خلدون [ 74 ] لا يفتر عنهم وهم مبلسون [ 75 ] ) لهذه الجملة موقعان : أحدهما إتمام التفصيل لما أجمله الوعيد الذي في قوله تعالى ( فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم ) عقب تفصيل بعضه بقوله ( هل ينظرون إلا الساعة ) إلخ . وبقوله ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو ) حيث قطع إتمام تفصيله بالاعتناء بذكر وعد المؤمنين المتقين فهي في هذا الموقع بيان لجملة الوعيد وتفصيل لإجمالها .
الموقع الثاني : أنها كالاستئناف البياني يثيره ما يسمع من وصف أحوال المؤمنين المتقين من التساؤل : كيف يكون حال أضدادهم المشركين الظالمين .
والموقعان سواء في كون الجملة لا محل لها من الإعراب .
وافتتاح الخبر ب ( إن ) للاهتمام به أو لتنزيل السائل المتلهف للخبر منزلة المتردد في مضمونه لشدة شوقه إليه أو نظرا إلى ما في الخبر من التعريض بإسماعه المشركين وهم ينكرون مضمونه فكأنه قيل : إنكم أيها المجرمون في عذاب جهنم خالدون .
والمجرمون : الذين يفعلون الإجرام وهو الذنب العظيم . والمراد بهم هنا : المشركون المكذبون للنبي صلى الله عليه وسلم لأن السياق لهم ولأن الجملة بيان لإجمال وعيدهم في قوله ( فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم ) ولأن جواب الملائكة نداءهم بقولهم ( لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون ) لا ينطبق على غير المكذبين أي كارهون للإسلام والقرآن فذكر المجرمين إظهار في مقام الإضمار للتنبيه على أن شركهم إجرام .
وجملة ( لا يفتر عنهم ) في موضع الحال من ( عذاب جهنم ) . و ( يفتر ) مضاعف فتر إذا سكن وهو بالتضعيف يتعدى إلى مفعول . والمعنى : لا يفتره أحد .
وجملة ( وهم فيه مبلسون ) عطف على جملة ( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون ) .
والإيلاس : اليأس والذل وتقدم في سورة الأنعام : وزاد الزمخشري في معنى الإيلاس قيد السكوت ولم يذكره غيره والحق أن السكوت من لوازم معنى الإيلاس وليس قيدا في المعنى .
( وما ظلمناهم ولكن كانوا الظالمين [ 76 ] ) جملة معترضة ي حكاية أحوال المجرمين قصد منها نفي استعظام ما جوزوا به من الخلود في العذاب ونفي الرقة لحالهم المحكية بقوله ( وهم فيه مبلسون ) .
A E والظلم هنا : الاعتداء وهو الإصابة بضر بغير موجب مشروع أو معقول فنفيه عن الله في معاملته إياهم بتلك المعاملة لأنها كانت جزاء على ظلمهم فلذلك عقب بقوله ( ولكن كانوا هم الظالمين ) أي المعتدين إذ اعتدوا على ما أمر الله من الاعتراف له بالإلهية وعلى رسوا الله صلى الله عليه وسلم إذ كذبوه ولمزوه كما تقدم في قوله ( إن الشرك لظلم عظيم ) في سورة لقمان