وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجيء في قوله ( ولا أنتم تحزنون ) بالمسند إليه مخبرا عنه بالمسند الفعلي لإفادة التقوي في نفي الحزن عنهم فالتقوي أفاد تقوي النفي لا نفي قوة الحزن الصادق بحزن غير قوي . هذا هو طريق الاستعمال في نفس صيغ المبالغة كما في قوله تعالى ( وما ربك بظلام للبعيد ) تطمينا لأنفسهم بانتفاء الحزن عنهم في أزمنة المستقبل إذ قد يهجس بخواطرهم هل يدوم لهم الأمن الذي هم فيه .
وجملة ( الذين آمنوا بآياتنا ) نعت للمنادى من قوله ( يا عبادي ) جيء فيها بالموصول لدلالة الصلة على علة انتفاء الخوف والحزن عنهم وعطف على الصلة قوله ( وكانوا مسلمين ) .
والمخالفة بين الصلتين إذ كانت أولاهما فعلا ماضيا والثانية فعل كون مخبرا عنه باسم فاعل لأن الإيمان : عقد القلب يحصل دفعة واحدة وأما الإسلام فهو الإتيان بقواعد الإسلام الخمس كما جاء تفسيره في حديث سؤال جبريل فهو معروض للتمكن من النفس فلذلك أوثر بفعل ( كان ) الدال على اتحاد خبره باسمه حتى كأنه من قوام كيانه .
وعطف أزواجهم عليهم في الإذن بدخول الجنة من تمام نعمة التمتع بالخلة التي كانت بينهم وبين أزواجهم في الدنيا .
و ( تحبرون ) مبني للمجهول مضارع حبر بالبناء للمجهول وفعله حبره إذا سره ومصدره الحبر بفتح فسكون والاسم الحبور والحبرة وتقدم في قوله تعالى ( فهم في روضة يحبرون ) في سورة الروم .
وجملة ( يطاف عليهم بصحاف ) إلخ معترضة بين أجزاء القول فليس في ضمير ( عليهم ) التفات بل المقام لضمير الغيبة .
والصحاف : جمع صفحة إناء مستدير واسع الفم ينتهي أسفله بما يقارب التكوير . والصفحة : إناء لوضع الطعام أو الفاكهة مثل صحاف الفغفوري الصيني تسع شبع خمسة وهي دون القصعة التي تسع شبع عشرة . وقد ورد أن عمر بن الخطاب اتخذ صحافا على عدد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فلا يؤتى إليه بفاكهة أو طرفة إلا أرسل إليهن منها في تلك الصحاف .
والأكواب : جمع كوب بضم الكاف وهو إناء للشراب من ماء أو خمر مستطيل الشكل له عنق قصير في أعلى ذلك العنق فمه وهو مصب ما فيه وفمه أضيق من جوفه والأكثر أن لا تكون له عروة يمسك منها فيمسك بوضع اليد على عنقه وقد تكون له عروة قصيرة وهو أصغر من الإبريق إلا أنه لا خرطوم له ولا عروة في الغالب . وأما الإبريق فله عروة وخرطوم .
وحذف وصف الأكواب لدلالة وصف صحاف عليه أي وأكواب من ذهب .
وهذه الأكواب تكون للماء وتكون للخمر .
وجملة ( وفيها ما تشتهيه الأنفس ) إلخ حال من ( الجنة ) وهي من بقية القول .
وضمير ( فيها ) عائد إلى الجنة وقد عم قوله ( ما تشتهيه الأنفس ) كل ما تتعلق الشهوات النفسية بنواله وتحصيله والله يخلق في أهل الجنة الشهوات اللائقة بعالم الخلود والسمو .
( وتلذ ) مضارع لذ بوزن علم : إذا أحس لذة وحق فعله أن يكون قاصرا فيعدى إلى الشيء الذي به اللذة بالباء فيقال : لذ به وكثر حذف الباء وإيصال الفعل إلى المجرور بنفسه فينتصب على نزع الخافض وكثر ذلك في الكلام حتى صار الفعل بمنزلة المتعدي فقالوا : لذه . ومنه قوله هنا ( وتلذ الأعين ) التقدير وتلذه الأعين . والضمير المحذوف هو رابط الصلة بالموصول .
ولذة الأعين في رؤية الأشكال الحسنة والألوان التي تنشرح لها النفس فلذة الأعين وسيلة للذة النفوس فعطف ( وتلذ الأعين ) على ( ما تشتهيه الأنفس ) عطف ما بينه وبين المعطوف عليه عموم وخصوص فقد تشتهي الأنفس نا لا تراه الأعين كالمحادثة مع الأصحاب وسماع الأصوات الحسنة والموسيقى . وقد تبصر الأعين ما لم تسبق للنفس شهوة رؤيته أو ما اشتهت النفس طعمه أو سمعه فيؤتى به في صور جميلة إكمالا للنعمة .
و ( الأنفس ) فاعل ( تلذ ) وحذف المفعول لظهوره من المقام .
A E وقرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر ( ما تشتهيه ) بهاء ضمير عائد إلى ( ما ) الموصولة وكذلك هو مرسوم في مصحف المدينة ومصحف الشام وقرأه الباقون ( ما تشتهي ) بحذف هاء الضمير وكذلك رسم في مصحف مكة ومصحف البصرة ومصحف الكوفة . والمروي عن عاصم قارئ الكوفة روايتان : إحداهما أخذ بها حفص والأخرى أخذ بها أبو بكر . وحذف العائد المتصل المنصوب بفعل أو وصف من صلة الموصول كثير في الكلام