وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولما كان مدلول ( بغتة ) يقتضي عدم الشعور بوقوع الساعة حين تقع عليهم كانت جملة الحال مؤكدة للجملة التي قبلها .
( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين [ 67 ] يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون [ 68 ] الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين [ 69 ] ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون [ 70 ] يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون [ 71 ] وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون [ 72 ] لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون [ 73 ] ) استئناف يفيد أمرين .
أحدهما : بيان بعض الأهوال التي أشار إليها إجمال التهديد في قوله ( فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم ) .
وثانيهما : موعظة المشركية بما يحصل يوم القيامة من الأهوال لأمثالهم والحبرة للمؤمنين .
وقد أوثر بالذكر هنا من الأهوال ما له مزيد تناسب لحال المشركين في تألبهم على مناواة الرسول صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام فإنهم ما ألبهم إلا تناصرهم وتوادهم في الكفر والتباهي بذلك بينهم في نواديهم وأسمارهم قال تعالى حكاية عن إبراهيم ( وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ) وتلك شنشنة أهل الشرك من قبل .
وفي معنى هذه الآية قوله المتقدم آنفا ( حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ) .
والأخلاء : جمع خليل وهو الصاحب الملازم قيل : إنه مشتق من التخلل لأنه كالمتخلل لصاحبه والممتزج به وتقدم في قوله ( واتخذ الله إبراهيم خليلا ) في سورة النساء . والمضاف إليه ( إذ ) من قوله ( يومئذ ) هو المعوض عنه التنوين دل عليه المذكور قبله في قوله ( من عذاب يوم أليم ) .
والعدو : المبغض ووزنه فعول بمعنى فاعل أي عاد ولذلك استوى جريانه على الواحد وغيره والمذكر وغيره وتقدم عند قوله تعالى ( وإن كان من قوم عدو لكم ) في سورة النساء .
وتعريف ( الأخلاء ) تعريف الجنس وهو مفيد استغراقا عرفيا أي الأخلاء من فريقي المشركين والمؤمنين أو الأخلاء من قريش المتحدث عنهم وإلا فإن من الأخلاء غير المؤمنين من لا عداوة بينهم يوم القيامة وهم الذين لم يستخدموا خلتهم في إغراء بعضهم بعضا على الشرك والكفر والمعاصي وإن افترقوا في المنازل والدرجات يوم القيامة .
و ( يومئذ ) ظرف متعلق بعدو وجملة ( يا عبادي ) مقولة لقول محذوف دلت عليه صيغة الخطاب أي نقول لهم أو يقول الله لهم .
وقرأ الجمهور ( يا عبادي ) بإثبات الياء على الأصل . وقرأه حفص والكسائي بحذف " ياء " المتكلم تخفيفا . قال ابن عطية قال أبو علي : وحذفها حسن لأنها في موضع تنوين وهي قد عاقبته فكما يحذف التنوين في الاسم المفرد المنادى كذلك تحذف الياء هنا .
ومفاتحة خطابهم بنفي الخوف عنهم تأنيس لهم ومنة بإنجائهم من مثله وتذكير لهم بسبب مخالفة حالهم لحال أهل الضلالة فإنهم يشاهدون ما يعامل به أهل الضلالة والفساد .
A E و ( لا خوف ) مرفوع منون في جميع القراءات المشهورة وإنما لم يفتح لأن الفتح على تضمين ( من ) الزائدة المؤكدة للعموم وإذ قد كان التأكيد مفيدا التنصيص على عدم إرادة نفي الواحد وكان المقام غير مقام التردد في نفي جنس الخوف عنهم لأنه لم يكن واقعا بهم حينئذ مع وقوعه على غيرهم فأمارة نجاتهم منه واضحة لم يحتج إلى نصب اسم ( لا ) ونظيره قول الرابعة من نساء حديث أم زرع " زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة " روايته برفع الأسماء الأربعة لأن انتفاء تلك الأحوال عن ليل تهامة مشهور وإنما أرادت بيان وجوه الشبه من قولها كليل تهامة