وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( من ) يجوز أن تكون مزيدة لتأكيد مدلول ( بينهم ) أي اختلفوا اختلاف أمة واحدة أي فمنهم من صدق عيسى وهم : يحيى بن زكريا ومريم أم عيسى والحواريون الاثنا عشر وبعض نساء مثل مريم المجدلية ونفر قليل وكفر به جمهور اليهود وأحبارهم وكان ما كان من تألب اليهود عليه حتى رفعه الله .
ثم انتشر الحواريون يدعون إلى شريعة عيسى فاتبعهم أقوام في بلاد رومية وبلاد اليونان ولم يلبثوا أن اختلفوا من بينهم في أصول الديانة فتفرقوا ثلاث فرق : نسطورية ويعاقبة وملكانية . فقالت النسطورية : عيسى ابن الله وقالت اليعاقبة : عيسى هو الله أي بطريق الحلول وقالت الملكانية " وهم الكاثوليك " : عيسى ثالث ثلاثة مجموعها هو الإله وتلك هي : الأب " الله " والابن " عيسى " وروح القدس " جبريل " فالإله عندهم أقانيم ثلاثة .
وقد شملت الآية كلا الاختلافين فتكون الفاء مستعملة في حقيقة التعقيب ومجازه . بأن يكون شمولها للاختلاف الأخير مجازا علاقته المشابهة لتشبيه مفاجأة طرو الاختلاف بين أتباعه مع وجود الشريعة المانعة من مثله كأنه حدث عقب بعثة عيسى وإن كان بينه وبينها زمان طويل دبت فيه بدعتهم واستعمال اللفظ في حقيقته ومجازه شائع لأن المدار على أن تكون قرينة المجاز مانعة من إرادة المعنى الحقيقي وحده على التحقيق .
وهذا الاختلاف أجمل هنا ووقع تفصيله في آيات كثيرة تتعلق بما تلقى به اليهود دعوة عيسى وآيات تتعلق بما أحدثه النصارى في دين عيسى من زعم بنوته من الله وإلهيته .
ويجوز أن تكون ( من ) في قوله ( من بينهم ) ابتدائية متعلقة ب ( اختلف ) أي نشأ الاختلاف من بينهم دون أن يدخله عليهم غيرهم أي كان دينهم سالما فنشأ فيهم الاختلاف .
وعلى هذا الوجه يختص الخلاف بأتباع عيسى عليه السلام من النصارى إذ اختلفوا فرقا وابتدعوا قضية بنوة عيسى من الله فتكون الفاء خالصة للتعقيب المجازي .
وفرع على ذكر الاختلاف تهديد بوعيد للذين ظلموا بالعذاب يوم القيامة تفريع التذييل على المذيل فالذين ظلموا يشمل جميع الذين أشركوا مع الله غيره في الإلهية ( إن الشرك لظلم عظيم ) وهذا إطلاق الظلم غالبا في القرآن فعلم أن الاختلاف بين الأحزاب أفضى بهم أن صار أكثرهم مشركين بقرينة ما هو معروف في الاستعمال من لزوم مناسبة التذييل للمذيل بأن يكون التذييل يعم المذيل وغيره فيشمل عموم هذا التذييل مشركي العرب المقصودين من هذه الأمثال والعبر ألا ترى أنه وقع في سورة مريم قوله ( فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ) فجعلت الصلة فعل ( كفروا ) لأن المقصود من آية سورة مريم الذين كفروا من النصارى ولذلك أردف بقوله ( لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين ) لما أريد التخلص إلى إنذار المشركين بعد إنذار النصارى .
( هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون [ 66 ] ) استئناف بياني بتنزيل سامع قوله ( فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم ) منزلة من يطلب البيان فيسأل : متى يحل هذا اليوم الأليم ؟ وما هو هذا الويل ؟ فوردت جملة ( هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة ) جوابا عن الشق الأول من السؤال وسيجيء الجواب عن الشق الثاني في قوله ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو ) وفي قوله ( إن المجرمين في عذاب جهنم ) الآيات .
A E وقد جرى الجواب على طريقة الأسلوب الحكيم والمعنى : أن هذا العذاب واقع لا محالة سواء قرب زمان وقوعه أم بعد فلا يريبكم عدم تعجيله قال تعالى ( قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون ) وقد أشعر بهذا المعنى تقييد إتيان الساعة بقيد ( بغتة ) فإن الشيء الذي لا تسبقه أمارة لا يدرى وقت حلوله .
و ( ينظرون ) بمعنى ينتظرون والاستفهام إنكاري أي لا ينتظرون بعد أن أشركوا لحصول العذاب إلا حلول الساعة . وعبر عن اليوم بالساعة تلميحا لسرعة ما يحصل فيه .
والتعريف في ( الساعة ) تعريف العهد .
والبغتة : الفجأة وهي : حصول الشيء عن غير ترقب .
و ( أن تأتيهم ) بدل من ( الساعة ) بدلا مطابقا فإن إتيان الساعة هو عين الساعة لأن مسمى الساعة حلول الوقت المعين والحلول هو المجيء المجازي المراد هنا .
وجملة ( وهم لا يشعرون ) في موضع الحال من ضمير النصب في ( تأتيهم ) . والشعور : العلم بحصول الشيء الحاصل