وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمراد بالمثل على هذا المثل به والمشبه به لأن ابن الزبعري نظر آلهتهم بعيسى في أنها عبدت من دون الله مثله فإذا كانوا في النار كان عيسى كذلك .
ولا يناكد هذا الوجه إلا ما جرى عليه عد السور في ترتيب النزول من عد سورة الأنبياء " التي كانت آيتها سبب المجادلة " متأخرة في النزول عن سورة الزخرف ولعل تصحيح هذا الوجه عندهم بكر بالإبطال على من جعل سورة الأنبياء متأخرة في النزول عن سورة الزخرف بل يجب أن تكون سابقة حتى تكون هذه الآية مذكرة بالقصة التي كانت سبب نزول سورة الأنبياء وليس ترتيب النزول بمتفق عليه ولا بمحقق السند فهو يقبل منه ما لا معارض له . على أنه قد تنزل الآية ثم تلحق بسورة نزلت قبلها .
فإذا رجح أن تكون سورة الأنبياء نزلت قبل سورة الزخرف كان الجواب القاطع لابن الزبعري في قوله تعالى فيها ( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ) لأنه يعني أن عدم شمول قوله ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ) لعيسى معلوم لكل من له نظر وإنصاف لأن الحكم فيها إنما أسند إلى معبودات المشركين لا إلى معبود النصارى وقليل من قبائل العرب التي لم تقصد بالخطاب القرآني أيامئذ ولما أجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن الآية لجميع الأمم إنما عنى المعبودات التي هي من جنس أصنامهم لا تفقه ولا تتصف بزكاء بخلاف الصالحين الذين شهد لهم القرآن برفعة الدرجة قبل تلك الآية وبعدها إذ لا لبس في ذلك ويكون الجواب المذكور هنا في سورة الزخرف بقوله ( ما ضربوه لك إلا جدلا ) جوابا إجماليا أي ما أرادوا به إلا التمويه لأنهم لا يخفى عليهم أن آية سورة الأنبياء تفيد أن عيسى ليس حصب جهنم والمقام هنا مقام إجمال لأن هذه الآية إشارة وتذكير إلى ما سبق من الحادثة حين نزول آية سورة الأنبياء .
وقرأ نافع وابن عامر والكسائي وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر وخلف ( يصدون ) بضم الصاد من الصدود إما بمعنى الإعراض والمعرض عنه محذوف لظهوره من المقام أي يعرضون عن القرآن لأنهم أوهموا بجدلهم أن في القرآن تناقضا وإما على أن الضم لغة في مضارع صد بمعنى ضج مثل لغة كسر الصاد وهو قول الفراء والكسائي .
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وحفص عن عاصم ويعقوب بكسر الصاد وهو الصد بمعنى الضجيج والصخب .
والمعنى : إذا قريش قومك يصخبون ويضجون من احتجاج ابن الزبعرى بالمثل بعيسى في قوله معجبين بفلجه وظهور حجته لضعف إدراكهم لمراتب الاحتجاج .
والتعبير عن قريش بعنوان ( قومك ) . للتعجيب منهم كيف فرحوا من تغلب ابن الزبعرى على النبي صلى الله عليه وسلم ( بزعمهم ) في أمر عيسى عليه السلام أي مع أنهم قومك وليسوا قوم عيسى ولا أتباع دينه فكان فرحهم ظلما من ذوي القربى قال زهير : .
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على المرء من وقع الحسام المهند و ( من ) في قوله ( منه ) على الاحتمالين ليست لتعدية ( يصدون ) إلى ما في معنى المفعول لأن الفعل إنما يتعدى إليه بحرف ( عن ) ولا أن الضمير المجرور بها عائد إلى القرآن ولكنها متعلقة ب ( يصدون ) تعلقا على معنى الابتداء أي يصدون صدا ناشئا منه أي من المثل أي ضرب لهم مثل فجعلوا ذلك المثل سببا للصد .
وقالوا جميعا : آلهتنا خير أم هو تلقفوها من فم ابن الزبعرى حين قالها للنبي صلى الله عليه وسلم فأعادوها . فهذا حكاية لقول ابن الزبعرى : إنك تزعم أن عيسى نبي وقد عبدته النصارى فإن كان عيسى في النار قد رضينا أن نكون وآلهتنا في النار .
والاستفهام في قوله ( أآلهتنا خير أم هو ) تقريري للعلم بأن النبي يفضل عيسى على آلهتهم أي فقد لزمك أنك جعلت أهلا للنار من كنت تفضله فأمر آلهتنا هين .
A E وضمير الرفع في ( ما ضربوه ) عائد إلى ابن الزبعرى وقومه الذين أعجبوا بكلامه وقالوا بموجبه .
وضمير النصب الغائب يجوز أن يكون عائدا إلى المثل في قوله ( ولما ضرب ابن مريم مثلا ) أي ما ضربوا لك ذلك المثل إلا جدلا منهم أي محاجة وإفحاما لك وليسوا بمعتقدين هون أمر آلهتهم عندهم ولا بطالبين الميز بين الحق والباطل فإنهم لا يعتقدون أن عيسى خير من آلهتهم ولكنهم أرادوا مجاراة النبي في قوله ليفضوا إلى إلزامه بما أرادوه من المناقضة