وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمعنى : أن القرآن سبب الذكر لأنه يكسب قومه شرفا يذكرون بسببه . وقد روي هذا التفسير عن علي وابن عباس في رواية ابن عدي وابن مردويه قال القرطبي " ونظيره قوله تعالى ( وإنه لذكر لك ولقومك ) يعني القرآن شرف لك ولقومك من قريش فالقرآن نزل بلسان قريش فاحتاج أهل اللغات كلها إلى لسانهم كل من آمن بذلك فشرفوا بذلك على سائر أهل اللغات " . وقال ابن عطية " قال ابن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل فإذا قالوا له : فلمن يكون الأمر بعدك ؟ سكت حتى إذا نزلت هذه الآية فكان إذا سئل عن ذلك قال : لقريش " .
ودرج عليه كلام الكشاف .
ففي لفظ ( ذكر ) محسن التوجيه فإذا ضم إليه أن ذكره وقومه بالثناء يستلزم ذم من خالفهم كان فيه تعريض بالمعرضين عنه . و ( قومه ) هم قريش لأنهم المقصود بالكلام أو جميع العرب لأنهم شرفوا بكون الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم منهم ونزول القرآن بلغتهم وقد ظهر ذلك الشرف لهم في سائر الأعصر إلى اليوم ولولاه ما كان للعرب من يشعر بهم من الأمم العظيمة الغالبة على الأرض .
وهذا ثناء سابع على القرآن .
والسؤال في قوله ( وسوف تسألون ) سؤال تقرير . فسؤال المؤمنين عن مقدار العمل بما كلفوا به وسؤال المشركين سؤال توبيخ وتهديد قال تعالى ( ستكتب شهادتهم ويسألون ) وقال تعالى ( ألم يأتكم نذير ) إلى قوله ( فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير ) .
( وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن إلهة يعبدون [ 45 ] ) الأمر بالسؤال هنا تمثيل لشهرة الخبر وتحققه كما في قول السمؤال أو الحارثي : .
" سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم وقول زيد الخيل : .
" سائل فوارس يربوع بشدتنا وقوله ( فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ) إذ لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم في شك حتى يسأل وإلا فإن سؤاله الرسل الذين من قبله متعذر على الحقيقة . والمعنى استقر شرائع الرسل وكتبهم وأخبارهم هل تجد فيها عبادة آلهة . وفي الحديث " واستفت قلبك " أي تثبت في معرفة الحلال والحرام .
وجملة ( أجعلنا ) بدل من جملة ( واسأل ) والهمزة للاستفهام وهو إنكاري وهو المقصود من الخبر وهو رد على المشركين في قولهم ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ) أي ليس آباؤكم بأهدى من الرسل الأولين إن كنتم تزعمون تكذيب رسولنا لأنه أمركم بإفراد الله بالعبادة .
ويجوز أن يجعل السؤال عن شهرة الخبر .
ومعنى الكلام : وإنا ما أمرنا بعبادة آلهة دوننا على لسان أحد من رسلنا . وهذا رد لقول المشركين ( لو شاء الرحمان ما عبدناهم ) .
و ( من ) في قوله ( من قبلك ) لتأكيد اتصال الظرف بعامله .
و ( من ) في قوله ( من رسلنا ) بيان ل ( قبلك ) .
فمعنى ( أجعلنا ) ما جعلنا ذلك أي جعل التشريع والأمر أي ما أمرنا بأن تعبد آلهة دوننا .
فوصف آلهة ب ( يعبدون ) لنفي أن يكون الله يرضى بعبادة غيره فضلا عن أن يكون غيره إلها مثله وذلك أن المشركين كانوا يعبدون الأصنام وكانوا في عقائدهم أشتاتا فمنهم من يجعل الأصنام آلهة شركاء لله ومنهم من يزعم أنه يعبدهم ليقربوه من الله زلفى ومنهم من يزعمهم شفعاء لهم عند الله . فلما نفي بهذه الآية أن يكون جعل آلهة يعبدون أبطل جميع هذه التمحلات .
وأجري ( آلهة ) مجرى العقلاء فوصفوا بصيغة جمع العقلاء بقوله ( يعبدون ) . ومثله كثير في القرآن جريا على ما غلب في لسان العرب إذ اعتقدوهم عقلاء عالمين .
وقرأ ابن كثير والكسائي ( وسل ) بتخفيف الهمزة .
A E ( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إ ني رسول رب العالمين [ 46 ] فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون [ 47 ] )