وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمعنى : أننا منتقمون منهم في الدنيا سواء كنت حيا أو بعد موتك أي فالانتقام منهم من شأننا وليس من شأنك لأنه من أجل إعراضهم عن أمرنا وديننا ولعله لدفع استبطاء النبي صلى الله عليه وسلم أو المسلمين تأخير الانتقام من المشركين ولأن المشركين كانوا يتربصون بالنبي الموت فيستريحوا من دعوته فأعلمه الله أنه لا يفلتهم من الانتقام على تقدير موته وقد حكى الله عنهم قولهم ( نتربص به ريب المنون ) ففي هذا الوعيد إلقاء الرعب في قلوبهم لما يسمعونه .
( فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم [ 43 ] ) لما هون الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ما يلاقيه من شدة الحرص على إيمانهم ووعده النصر عليهم فرع على ذلك أن أمره بالثبات على دينه وكتابه وأن لا يخور عزمه في الدعوة ضجرا من تصلبهم في كفرهم ونفورهم من الحق .
والاستمساك : شدة المسك فالسين والتاء فيه للتأكيد .
والأمر به مستعمل في طلب الدوام لأن الأمر بفعل لمن هو متلبس به لا يكون لطلب الفعل بل لمعنى آخر وهو هنا طلب الثبات على التمسك بما أوحي إليه كما دل عليه قوله ( إنك على صراط مستقيم ) وهذا كما يدعى للعزيز المكرم فيقال : أعزك الله وأكرمك أي أدام ذلك وقوله : أحياك الله أي أطال حياتك ومنه قوله تعالى في تعليم الدعاء ( اهدنا الصراط المستقيم ) .
والذي أوحي إليه هو القرآن .
وجملة ( إنك على صراط مستقيم ) تأييد لطلب الاستمساك بالذي أوحي إليه وتعليل له .
والصراط المستقيم : هو العمل بالذي أوحي إليه فكأنه قيل : إنه صراط مستقيم ولكن عدل عن ذلك إلى ( إنك على صراط مستقيم ) ليفيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم راسخ في الاهتداء إلى مراد الله تعالى كما يتمكن السائر من طريق مستقيم لا يشوبه في سيره تردد في سلوكه ولا خشية الضلال في بنياته . ومثله قوله تعالى ( إنك على الحق المبين ) في سورة النمل .
وحرف ( على ) للاستعلاء المجازي المراد به التمكن كقوله ( أولئك على هدى من ربهم ) .
وهذا تثبيت للرسول صلى الله عليه وسلم وثناء عليه بأنه ما زاغ قيد أنملة عما بعثه الله به كقوله ( إنك على الحق المبين ) ويتبعه تثبيت المؤمنين على إيمانهم . وهذا أيضا ثناء سادس على القرآن .
( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون [ 44 ] ) ذكر حظ الرسول صلى الله عليه وسلم من الثناء والتأييد في قوله ( على صراط مستقيم ) المجعول علة للأمر بالثبات عليه ثم عطف عليه تعليل آخر اشتمل على ذكر حظ القرآن من المدح والنفع بقوله ( وإنه لذكر ) وتشريفه به بقوله ( لك ) وأتبع بحظ التابعين له ولكتابه من الاهتداء والانتفاع بقوله ( ولقومك ) . ثم عرض بالمعرضين عنه والمجازفين له بقوله ( وسوف تسألون ) مع التوجيه في معنى كلمة ذكر من إرادة أن هذا الدين يكسبه قومه حسن السمعة في الأمم فمن اتبعه نال حظه من ذلك ومن أعرض عنه عد عداد الحمقى كما سيأتي مع الإشارة إلى انتفاع المتبعين به في الآخرة واستضرار المعرضين عنه فيها وتحقيق ذلك بحرف الاستقبال .
فهذه الآية اشتملت على عشرة معان وبذلك كانت أوفر معاني من قول امريء القيس : .
" قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل A E المعدود أبلغ كلام من كلامهم في الإيجاز إذ وقف واستوقف وبكى واستبكى . وذكر الحبيب والمنزل في مصراع . وهذه الآية لا تتجاوز مقدار ذلك المصراع وعدة معانيها عشرة في حين كانت معاني مصراع امرئ القيس ستة مع ما تزيد به هذه الآية من الخصوصيات وهي التأكيد ب ( إن ) واللام والكناية ومحسن التوجيه .
والذكر يحتمل أن يكون ذكر العقل أي اهتداءه لما كان غير عالم به فشبه بتذكر الشيء المنسي وهو ما فسر به كثير الذكر بالتذكير أي الموعظة .
ويحتمل ذكر اللسان أي أنه يكسبك وقومك ذكرا والذكر بهذا المعنى غالب في الذكر بخبره