وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون [ 23 ] ) جملة معترضة لتسلية النبي صلى الله عليه وسلم على تمسك المشركين بدين آبائهم والإشارة إلى المذكور من قولهم ( إنا وجدنا إباءنا على أمة ) أي ومثل قولهم ذلك قال المترفون من أهل القرى المرسل إليهم الرسل من قبلك .
والواو للعطف أو للاعتراض ( وما الواو الاعتراضية في الحقيقة إلا تعطف الجملة المعترضة على الجملة التي قبلها عطفا لفظيا ) .
والمقصود أن هذه شنشنة أهل الضلال من السابقين واللاحقين قد استووا فيه كما استووا في مثاره وهو النظر القاصر المخطئ كما قال تعالى ( أتواصوا به بل هم قوم طاغون ) أي بل هم اشتركوا في سببه الباعث عليه وهو الطغيان .
ويتضمن هذا تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم على ما لقيه من قومه بأن الرسل من قبله لقوا مثل ما لقي .
وكاف التشبيه متعلق بقوله ( قال مترفوها ) . وقدم على متعلقه للاهتمام بهذه المشابهة والتشويق لما يرد بعد اسم الإشارة .
وجملة ( إلا قال مترفوها ) في وضع الحال لأن الاستثناء هنا من أحوال مقدرة أي ما أرسلنا إلى أهل قرية في حال من أحوالهم إلا في حال قول قاله مترفوها : إنا وجدنا آباءنا إلخ .
A E والمترفون : جمع المترف وهو الذي أعطي الترف أي النعمة وتقدم في قوله تعالى ( وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ) في سورة الأنبياء .
والمعنى : أنهم مثل قريش في الازدهاء بالنعمة التي هم فيها أي في بطر نعمة الله عليهم . فالتشبيه يقتضي أنهم مثل الأمم السالفة في سبب الازدهاء وهو ما هم فيه من نعمة حتى نسوا احتياجهم إلى الله تعالى قال تعالى ( وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا ) .
وقد جاء في حكاية قول المشركين الحاضرين وصفهم أنفسهم بأنهم مهتدون بآثار آبائهم وجاء في حكاية أقوال السابقين وصفهم أنفسهم بأنهم بآبائهم مقتدون لأن أقوال السابقين كثيرة مختلفة يجمع مختلفها أنها اقتداء بآبائهم فحكاية أقوالهم من قبيل حكاية القول بالمعنى وحكاية القول بالمعنى طريقة في حكاية الأقوال كثر ورودها في القرآن وكلام العرب .
( قل أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم ) قرأ الجمهور ( قل ) بصيغة فعل الأمر لمفرد فيكون أمر للرسول A بأن يقوله جوابا عن قول المشركين ( إنا وجدنا إباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ) .
وقرأ ابن عامر وحفص ( قال ) بصيغة فعل المضي المسند إلى المفرد الغائب فيكون الضمير عائدا إلى نذير الذين قالوا ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) . فحصل من القراءتين أن جميع الرسل أجابوا أقوامهم بهذا الجواب وعلى كلتا القراءتين جاء فعل ( قل ) أو ( قال ) مفصولا غير معطوف لأنه واقع في مجال المحاورة كما تقدم غير مرة منها قوله تعالى ( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ) في سورة البقرة .
وقرأ الجمهور ( جئتكم ) بضمير تاء المتكلم . وقرأ أبو جعفر " جئناكم " بنون ضمير المتكلم المشارك وأبو جعفر من الذين قرأوا ( قل ) بصيغة الأمر فيكون ضمير ( جئناكم ) عائدا للنبي A المخاطب بفعل ( قل ) لتعظيمه A من جانب ربه تعالى الذي خاطبه بقوله ( قل ) .
والواو في قوله ( أو لو ) عاطفة الكلام المأمور به على كلامهم وهذا العطف مما يسمى عطف التلقين ومنه قوله تعالى عن إبراهيم ( قال ومن ذريتي ) . والهمزة للاستفهام التقريري المشوب بالإنكار . وقدمت على الواو لأجل التصدير .
و ( لو ) وصلية و ( لو ) الوصلية تقتضي المبالغة بنهاية مدلول شرطها كما تقدم عند قوله تعالى ( ولو افتدى به ) في آل عمران أي لو جئتكم بأهدى من دين آبائكم تبقون على دين آبائكم وتتركون ما هو أهدى .
والمقصود من الاستفهام تقريرهم على ذلك لاستدعائهم إلى النظر فيما اتبعوا فيه آباءهم لعل ما دعاهم إليه الرسول أهدى منهم .
وصوغ اسم التفضيل من الهدي إرخاء للعنان لهم ليتدبروا نزل ما كان عليهم آباؤهم منزلة ما فيه شيء من الهدى استنزالا لطائر المخاطبين ليتصدوا للنظر كقوله ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )