وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ الباقون ( عباد الرحمان ) بعين وموحدة بعدها ألف ثم دال مضمومة على معنى : الذين هم عباد مكرمون فالإضافة إلى اسم الرحمان تفيد تشريفهم قال تعالى ( بل عباد مكرمون ) والعبودية عبودية خاصة وهي عبودية القرب كقوله تعالى ( فكذبوا عبدنا ) .
وجملة ( أاشهدوا خلقهم ) معترضة بين جملة ( وجعلوا الملائكة ) وجملة ( وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ) .
وقرأ نافع وأبو جعفر بهمزتين أولاهما مفتوحة والأخرى مضمومة وسكون شين ( اشهدوا ) مبنيا للنائب وكيفية أداء الهمزتين يجري على حكم الهمزتين في قراءة نافع وعلى هذه القراءة فالهمزة للاستفهام وهو للإنكار والتوبيخ . وجيء بصيغة النائب عن الفاعل دون صيغة الفاعل لأن الفاعل معلوم أنه الله تعالى لأن العالم العلوي الذي كان فيه خلق الملائكة لا يحضره إلا من أمر الله بحضوره ألا ترى إلى ما ورد في حديث الإسراء من قول كل ملك موكل بباب من أبواب السماوات لجبريل حين يستفتح " من أنت ؟ قال : جبريل قال : ومن معك ؟ قال : محمد قال : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم قال : مرحبا ونعم المجيء جاء وفتح له " .
والمعنى : أأشهدهم الله خلق الملائكة وكقوله تعالى ( ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ) .
وقرأه الباقون بهمزة مفتوحة فشين مفتوحة بصيغة الفعل فالهمزة لاستفهام الإنكار دخلت على فعل ( شهد ) أي ما حضروا خلق الملائكة على نحو قوله تعالى ( أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ) .
A E وجملة ( ستكتب شهادتهم ) بدل اشتمال من جملة ( أأشهدوا خلقهم ) لأن ذلك الإنكار يشتمل على الوعيد . وهذا خبر مستعمل في التوعد . وكتابة الشهادة كناية عن تحقق العذاب على كذبهم كما تقدم آنفا في قوله ( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) ومنه قوله تعالى ( سنكتب ما قالوا ) . والسين في ( سنكتب ) لتأكيد الوعيد .
والمراد بشهادتهم : ادعاؤهم أن الملائكة إناثا وأطلق عليها شهادة تهكما بهم .
والسؤال سؤال تهديد وإنذار بالعقاب وليس مما يتطلب عنه جواب كقوله تعالى ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) ومنه قول كعب بن زهير : .
لذاك أهيب عندي إذ أكلمه ... وقيل إنك منسوب ومسؤول أي مسؤول عما سبق منك من التكذيب الذي هو معلوم للسائل .
( وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون [ 20 ] ) عطف على جملة ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ) فإنها استدلال على وحدانية الله تعالى وعلى أن معبوداتهم غير أهل لأن تعبد . فحكي هنا ما استظهروه من معاذيرهم عند نهوض الحجة عليهم يرومون بها إفحام النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين فيقولون : لو شاء الله ما عبدنا الأصنام أي لو أن الله لا يحب أن نعبدها لكان الله صرفنا عن أن نعبدها وتوهموا أن هذا قاطع لجدال النبي صلى الله عليه وسلم لهم لأنهم سمعوا من دينه أن الله هو المتصرف في الحوادث فتأولوه على غير المراد منه . فضمير الغيبة في ( ما عبدناهم ) عائد إلى معلوم من المقام ومن ذكر فعل العبادة لأنهم كانوا يعبدون الأصنام وهم الغالب وأقوام منهم يعبدون الجن قال تعالى ( بل كانوا يعبدون الجن ) .
قال ابن مسعود كان نفر من العرب يعبدون الجن وأقوام يعبدون الملائكة مثل بني مليح " بضم الميم وفتح اللام وبحاء مهملة " وهم حي من خزاعة . فضمير جمع المذكر تغليب وليس عائدا إلى الملائكة لأنهم كانوا يزعمون الملائكة إناثا فلو أرادوا الملائكة لقالوا ما عبدناها أو ما عبدناهن .
وهذا هو الوجه في معنى الآية . ومثله مروي عن مجاهد وابن جريج واقتصر عليه الطبري وابن عطية ومن المفسرين من جعل معاد الضمير ( الملائكة ) ولعلهم حملهم على ذلك وقوع هذا الكلام عقب حكاية قولهم في الملائكة : إنهم إناث وليس اقتران كلام بكلام بموجب اتحاد محمليهما . وعلى هذا التفسير درج صاحب الكشاف وهو بعيد عن اللفظ لتذكير الضمير كما علمت ومن الواقع لأن العرب لم يعبد منهم الملائكة إلا طوائف قليلة عبدوا الجن والملائكة مع الأصنام وليست هي الديانة العامة للعرب . وهذه المقالة مثارها تخليط العامة والدهماء من عهد الجاهلية بين المشيئة والإرادة . وبين الرضى والمحبة فالعرب كانوا يقولون : شاء الله وإن شاء الله وقال طرفة :