وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

عطف إنكار على إنكار والواو عاطفة الجملة على الجملة وهي مؤخرة عن همزة الاستفهام لأن الاستفهام الصدر وأصل الترتيب : وأمن ينشأ . وجملة الاستفهام معطوفة على الإنكار المقدر بعد ( أم ) في قوله ( أم اتخذ مما يخلق بنات ) ولذلك يكون ( من ينشأ في الحلية ) في محل نصب بفعل محذوف دل عليه فعل ( اتخذ ) في قوله ( أم اتخذ مما يخلق بنات ) . والتقدير : أاتخذ من ينشأ في الحلية إلخ . ولك أن تجعل ( من ينشأ في الحلية ) بدلا من قوله ( بنات ) بدلا مطابقا وأبرز العامل في البدل لتأكيد معنى الإنكار لا سيما وهو قد حذف من المبدل منه .
وإذ كان الإنكار إنما يتسلط على حكم الخبر كان موجب الإنكار الثاني مغايرا لموجب الإنكار الأول وإن كان الموصوف بما لوصفين اللذين تعلق بهما الإنكار موصوفا واحدا وهو الأنثى .
ونشء الشيء في حالة أن يكون ابتداء وجوده مقارنا لتلك الحالة فتكون للشيء بمنزلة الظرف . ولذلك اجتلب حرف ( في ) الدالة على الظرفية وإنما هي مستعارة لمعنى المصاحبة والملابسة فمعنى ( من ينشأ في الحلية ) من تجعل له الحلية من أول أوقات كونه ولا تفارقه فإن البنت تتخذ لها الحلية من أول عمرها وتستصحب في سائر أطوارها وحسبك أنها شقت طرفا أذنيها لتجعل لها فيهما الأقراط بخلاف الصبي فلا يحلى بمثل ذلك وما يستدام له .
والنشء في الحلية كناية عن الضعف عن مزاولة الصعاب بحسب الملازمة العرفية فيه . والمعنى : أن لا فائدة في اتخاذ الله بنات لا غناء لهن فلا يحصل له باتخاذها زيادة عزة بناء على متعارفهم فهذا احتجاج إقناعي خطابي .
A E والخصام ظاهرة : المجادلة والمنازعة بالكلام والمحاجة فيكون المعنى : أن المرأة لا تبلغ المقدرة على إبانة حجتها . وعن قتادة : ما تكلمت امرأة ولها حجة إلا جعلتها على نفسها وعنه : ( من ينشأ في الحلية ) هن الجواري يسفههن بذلك وعلى هذا التفسير درج جميع المفسرين .
والمعنى عليه : أنهن غير قوادر على الانتصار بالقول فبلأولى لا يقدرن على ما هو أشد من ذلك في الحرب أي فلا جدوى لاتخاذهن أولادا .
ويجوز عندي : أن يحمل الخصام على التقاتل والدفاع باليد فإن الخصم يطلق على المحارب قال تعالى ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) فسر بأنهم نفر من المسلمين مع نفر من المشركين تقاتلوا يوم بدر .
فمعنى ( غير مبين ) غير محقق النصر . قال بعض العرب وقد بشر بولادة بنت ( والله ما هي بنعم الوالد بزها بكاء ونصرها سرقة ) .
والمقصود من هذا فضح معتقدهم الباطل وأنهم لا يحسنون إعمال الفكر في معتقداتهم وإلا لكانوا حين جعلوا لله بنوة أن لا يجعلوا له بنوة الإناث وهم يعدون الإناث مكروهات مستضعفات .
وتذكير ضمير وهو في الخصام مراعاة للفظ ( من ) الموصولة .
والحلية : اسم لما يتحلى به أي يتزين به قال تعالى ( وتستخرجون منه حلية تلبسونها ) .
وقرأ الجمهور ( ينشأ ) بفتح الياء وسكون النون . وقرأه حفص وحمزة والكسائي ( ينشأ ) بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين ومعناه : يعوده على النشأة في الحلية ويربى .
( وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمان إناثا أأشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسئلون [ 19 ] ) عطف على ( وجعلوا له من عباده جزءا ) أعيد ذلك مع تقدم ما يغني عنه من قوله ( أم اتخذ مما يخلق بنات ) ليبنى عليه الإنكار عليهم بقوله ( أأشهدوا خلقهم ) استقراء لإبطال مقالهم إذ أبطل ابتداء بمخالفته لدليل العقل وبمخالفته لما يجب لله من الكمال فكمل هنا إبطاله بأنه غير مستند لدليل الحس .
وجملة ( الذين هم عند الرحمان ) صفة الملائكة .
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب ( عند ) بعين فنون ودال مفتوحة والعندية عندية تشريف أي الذين هم معدودون في حضرة القدس المقدسة بتقديس الله فهم يتلقون الأمر من الله بدون وساطة وهم دائبون على عبادته فكأنهم في حضرة الله وهذا كقوله ( وله ما في السماوات والأرض ومن عنده ) وقوله ( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ) ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم " تحاج آدم وموسى عند الله D " الحديث فالعندية مجاز والقرينة هي شأن من أضيفت إليه ( عند )