وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والإشارة بذلك إلى الانتشار المأخوذ من ( فأنشرنا ) أي مثل ذلك الانتشار تخرجون من الأرض بعد فنائكم ووجه الشبه هو إحداث الحي بعد موته .
والمقصود من التشبيه إظهار إمكان المشبه كقول أبي الطيب : .
فإن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال وقرأ الجمهور ( تخرجون ) بالبناء للنائب . وقرأه حمزة والكسائي وابن ذكوان عن ابن عامر ( تخرجون ) بالبناء للفاعل والمعنى واحد .
A E ( والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون [ 12 ] لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين [ 13 ] وإنا إلى ربنا لمنقلبون [ 14 ] ) هذا الانتقال من الاستدلال والامتنان بخلق وسائل الحياة إلى الاستدلال بخلق وسائل الاكتساب لصلاح المعاش وذكر منها وسائل الإنتاج وأتبعها بوسائل الاكتساب بالأسفار للتجارة .
وإعادة اسم الموصول لما تقدم في نظيره آنفا .
والأزواج : جمع زوج وهو كل ما يصير به الواحد ثانيا فيطلق على كل منهما أنه زوج للآخر مثل الشفع . وغلب الزوج على الذكر وأنثاه من الحيوان ومنه ( ثمانية أزواج ) في سورة الأنعام وتوسع فيه فأطلق الزوج على الصنف ومنه قوله ( ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين ) . وكلا الإطلاقين يصح أن يراد هنا وفي أزواج الأنعام منافع بألبانها وأصوافها وأشعارها ولحومها ونتاجها .
ولما كان المتبادر من الأزواج بادئ النظر أزواج الأنعام وكان من أهمها عندهم الرواحل عطف عليها ما هو منها وسائل للتنقل برا وأدمج معها وسائل السفر بحرا .
فقال ( وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون ) فالمراد ب ( ما تركبون ) بالنسبة إلى الأنعام هو الإبل لأنها وسيلة الأسفار قال تعالى ( وآية لهم أنا حملنا ذرياتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون ) وقد قالوا : الإبل سفائن البر .
وجيء بفعل ( جعل ) مراعاة لأن الفلك مصنوعة وليست مخلوقة والأنعام قد عرف أنها مخلوقة لشمول قوله ( خلق الأزواج ) إياها . ومعنى جعل الله الفلك والأنعام مركوبة : أنه خلق في الإنسان قوة التفكير التي ينساق بها إلى استعمال الموجودات في نفعه فاحتال كيف يصنع الفلك ويركب فيها واحتال كيف يروض الأنعام ويركبها .
وقدم الفلك على الأنعام لأنها لم يشملها لفظ الأزواج فذكرها ذكر نعمة أخرى ولو ذكر الأنعام لكان ذكره عقب الأزواج بمنزلة الإعادة . فلما ذكر الفلك بعنوان كونها مركوبا عطف عليها الأنعام فصار ذكر الأنعام مترقبا للنفس لمناسبة جديدة وهذا كقول امرئ القيس : .
كأني لم أركب جوادا للذة ... ولم أتبطن كاعبا ذات خلخال .
ولم أسبأ الراح الكميت ولم أقل ... لخيلي كري كرة بعد إجفال إذ أعقب ذكر ركوب الجواد بذكر تبطن الكاعب للمناسبة ولم يعقبه بقوله : ولم أقل لخيلي كري كرة لاختلاف حال الركوبين ركوب اللذة وركوب الحرب .
والركوب حقيقته : اعتلاء الدابة للسير وأطلق على الحصول في الفلك لتشبيههم الفلك بالدابة بجامع السير فركوب الدابة يتعدى بنفسه وركوب الفلك يتعدى ب ( في ) للفرق بين الأصيل والاحق وتقدم عند قوله تعالى ( وقال اركبوا فيها ) في سورة هود .
( ومن الفلك والأنعام ) بيان لإبهام ( ما ) الموصولة في قوله ( ما تركبون ) . وحذف عائد الصلة لأنه متصل منصوب وحذف مثله كثير في الكلام . وإذ قد كان مفعول ( تركبون ) هنا مبينا بالفلك والأنعام كان حق الفعل أن يعدى إلى أحدهما بنفسه وإلى الآخر ب ( في ) فغلبت التعدية المباشرة على التعدية بواسطة الحرف لظهور المراد وحذف العائد بناء على ذلك التغليب .
واستعمال فعل ( تركبون ) هنا من استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه .
والاستواء : الاعتلاء . والظهور : جمع ظهر والظهر من علائق الأنعام لا من علائق الفلك فهذا أيضا من التغليب . والمعنى : على ظهوره وفي بطونه . فضمير ( ظهوره ) عائد إلى ( ما ) الموصولة الصادق بالفلك والأنعام كما هو قضية البيان