وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والعفو : عدم مؤاخذة الجاني بجنايته . والسيئات : الجرائم لأنها سيئة عند الشرع . والعفو عن السيئات يكون بسبب التوبة بأن يعفو عن السيئات التي اقترفها العاصي قبل توبته ويكون بدون ذلك مثل العفو عن السيئات عقب الحج المبرور ومثل العفو عن السيئات لأجل الشهادة في سبيل الله ومثل العفو عن السيئات لكثرة الحسنات بأن يمحى عن العاصي من سيئاته ما يقابل مقدارا من حسناته على وجه يعلمه الله تعالى ومثل العفو عن الصغائر باجتناب الكبائر .
والتعريف في ( السيئات ) تعريف الجنس المراد به الاستغراق وهو عام مخصوص بغير الشرك قال تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ) ولك أن تجعله عوضا عن المضاف إليه أي عن سيئات عباده فيعم جميع العباد عموما مخصوصا بالأدلة لهذا الحكم كما في الوجه الأول .
وجملة ( ويعلم ما يفعلون ) معترضة بين المتعاطفات أو في موضع الحال والمقصود : أنه لا يخفى عليه شيء من أعمال عباده خيرها وشرها .
وقرأ الجمهور ( ما يفعلون ) بياء الغيبة أي ما يفعل عباده . وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف بتاء الخطاب على طريقة الالتفات .
والاستجابة : مبالغة في الإجابة وخصت الاستجابة في الاستعمال بامتثال الدعوة أو الأمر .
وظاهر النظم أن فاعل ( يستجيب ) ضمير يعود إلى ما عاد إليه ضمير ( وهو الذي يقبل التوبة ) و ( أن الذين أمنوا ) مفعول ( يستجيب ) وأن الجملة معطوفة على جملة ( يقبل التوبة ) .
والغالب في الاستعمال أن يقال : استجاب له كقوله ( ادعوني أستجب لكم ) وقد يحذفون اللام فيعدونه بنفسه كقول كعب بن سعد : .
وداع دعا يا من يجيب إلى الندا ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب والمعنى : أن الله يستجيب لهم ما يرجونه منه من ثواب وما يدعونه .
ويجوز أن يكون ( الذين أمنوا ) فاعل ( يستجيب ) أي يستجيبون لله فيطيعونه وتكون جملة ( ويستجيب ) عطفا على مجموع جملة ( وهو الذي يقبل التوبة ) أي ذلك شأنه وهذا شأن عباده المؤمنين .
ومعنى ( ويزيدهم من فضله ) على الوجهين أنه يعطيهم ما أملوا من دعائهم وعملهم وأعظم مما أملوا حين استجابوا له ولرسوله وأنه يعطيهم من الثواب أكثر مما عملوا من الصالحات إذ جعل لهم الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف كما في الحديث وأنه يعطيهم من خير الدنيا ما لم يسألوه إياه كل ذلك لأنه لطيف بهم ومدبر لمصالحهم .
ولما كانت الاستجابة والزيادة كرامة للمؤمنين أظهر اسم ( الذين أمنوا ) وجيء به موصولا للدلالة على أن الإيمان هو وجه الاستجابة لهم والزيادة لهم .
وجملة ( والكافرون لهم عذاب شديد ) اعتراض عائد إلى ما سبق من قوله ( ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم ) توكيدا للوعيد وتحذيرا من الدوام على الكفر بعد فتح باب التوبة لهم .
( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير [ 27 ] ) عطف على جملة ( ويزيدهم من فضله ) أو على المجموع من جملة ( ويستجيب الذين أمنوا ) ومن جملة ( ويزيدهم من فضله ) .
وموقع معناها موقع الاستدراك والاحتراس فإنها تشير إلى جواب عن سؤال مقدر في نفس السامع إذا سمع أن الله يستجيب للذين أمنوا وأنه يزيدهم من فضله أن يتساءل في نفسه : أن مما يسأل المؤمنون سعة الرزق والبسطة فيه فقد كان المؤمنون أيام صدر الإسلام في حاجة وضيق رزق إذ منعهم المشركون أرزاقهم وقاطعوا معاملتهم فيجاب بأن الله لو بسط الرزق للناس كلهم لكان بسطه مفسدا لهم لأن الذي يستغني يتطرقه نسيان الالتجاء إلى الله ويحمله على الاعتداء على الناس فكان من خير المؤمنين الآجل لهم أن لا يبسط لهم في الرزق وكان ذلك منوطا بحكمة أرادها الله من تدبير هذا العالم تطرد في الناس مؤمنهم وكافرهم قال تعالى ( إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ) .
وقد كان في ذلك للمؤمن فائدة أخرى وهي أن لا يشغله غناه عن العمل الذي به يفوز في الآخرة فلا تشغله أمواله عنه وهذا الاعتبار هو الذي أشار إليه النبي A حين قال للأنصار لما تعرضوا له بعد صلاة الصبح وقد جاءه مال من البحرين " فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم " .
A E