وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وابتدئت ب ( قل ) إما لأنها جواب عن كلام صدر منهم وإما لأنها مما يهتم بإبلاغه إليهم كما أن نظائرها افتتحت بمثل ذلك مثل قوله تعالى ( قل ما سألتكم من أجر فهو لكم ) وقوله ( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ) وقوله ( قل لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين ) وضمير ( عليه ) عائد إلى القرآن المفهوم من المقام .
والأجر : الجزاء الذي يعطاه أحد على عمل يعمله وتقدم عند قوله تعالى ( إن الله عنده أجر عظيم ) في سورة براءة .
والمودة : المحبة والمعاملة الحسنة المشبهة معاملة المتحابين وتقدمت عند قوله ( مودة بينكم في الحياة الدنيا ) في سورة العنكبوت . والكلام على تقدير مضاف أي معاملة المودة أي المجاملة بقرينة أن المحبة لا تسأل لأنها انبعاث وانفعال نفساني .
و ( في ) للظرفية المجازية لأن مجرورها وهو ( القربى ) لا يصلح لأن يكون مظروفا فيه .
ومعنى الظرفية المجازية هنا : التعليل وهو معنى كثير العروض لحرف ( في ) كقوله ( وجاهدوا في الله ) .
والقربى : اسم مصدر كالرجعى والبشرى وهي قرابة النسب قال تعالى ( وآت ذا القربى حقه ) وقال زهير : .
" وظلم ذوي القربى أشد مضاضة... . البيت وتقدم عند قوله تعالى ( ولذي القربى ) في سورة الأنفال .
ومعنى الآية على ما يقتضيه نظمها : لا أسألكم على القرآن جزاء إلا أن تودوني أي أن تعاملوني معاملة الود أي غير معاملة العداوة لأجل القرابة التي بيننا في النسب القرشي .
وفي صحيح البخاري وجامع الترمذي سئل ابن عباس عن هذه الآية بحضرة سعيد بن جبير فابتدر سعيد فقال : قربى آل محمد فقال ابن عباس عجلت لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة فقال : " إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة " .
وذكر القرطبي عن الشعبي أنه قال : أكثر الناس علينا في هذه الآية فكتبنا إلى ابن عباس نسأله عنها فكتب أن رسول الله A كان أوسط الناس في قريش فليس بطن من بطونهم إلا وقد ولده فقال الله له ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) إلا أن تودوني في قرابتي منكم أي تراعوا ما بيني وبينكم فتصدوني فالقربى هاهنا قرابة الرحم كأنه قال : اتبعوني للقرابة إن لم تتبعوني للنبوة . انتهى كلام القرطبي .
وما فسر به بعض المفسرين أن المعنى : إلا أن تودوا أقاربي تلفيق معنى عن فهم غير منظور فيه إلى الأسلوب العربي ولا تصح فيه رواية عمن يعتد بفهمه .
أما كون محبة آل محمد النبي A لأجل محبة ماله اتصال به خلقا من أخلاق المسلمين فحاصل من أدلة أخرى وتحديد حدودها مفصل في الشفاء لعياض .
والاستثناء منقطع لأن المودة لأجل القرابة ليست من الجزاء على تبليغ الدعوة بالقرآن ولكنها مما تقتضيه المروءة فليس استثناؤها من عموم الأجر المنفي استثناء حقيقيا . والمعنى : لا أسألكم على التبليغ أجرا وأسألكم المودة لأجل القربى .
A E وإنما سألهم المودة لأن معاملتهم إياه معاملة المودة معينة على نشر دعوة الاسلام إذ تلين بتلك المعاملة شكيمتهم فيتركون مقاومته فيتمكن من تبليغ دعوة الإسلام على وجه أكمل . فصارت هذه المودة غرضا دينيا لا نفع فيه لنفس النبي A .
وفي بعض الأخبار الموضوعة في أسباب النزول أن سبب نزول هذه الآية : أن النبي A لما قدم المدينة كانت تنوبه نوائب لا يسعها ما في يديه . فقالت الأنصار : إن هذا الرجل هداكم الله به فنجمع له مالا ففعلوا ثم أتوه به فنزلت . وفي رواية : أن الأنصار قالوا له يوما : أنفسنا وأموالنا لك فنزلت . وقيل نزل ( ذلك الذي يبشر الله عباده ) إلى قوله ( إنه عليم بذات الصدور ) . ولأجل ذلك قال فريق : إن هذه الآيات مدنية كما تقدم في أول السورة وهي أخبار واهية