وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولك أن تجعل عند ربهم خبرا ثالثا عن الذين آمنوا أي هم عند ربهم أي في ضيافته وقراه كما قال تعالى ( إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) ويكون ترتيب الأخبار الثلاثة جاريا على نمط الارتقاء من الحسن إلى الأحسن بأن : أخبر عنهم بأنهم نزلوا في أحسن منزل ثم احضر لهم ما يشتهون ثم ارتقى إلى ما هو أعظم وهو كونهم عند ربهم على حد قوله تعالى ( ورضوان من الله أكبر ) . ومن لطائف هذا الوجه أنه جاء على الترتيب المعهود في الحصول في الخارج فإن الضيف أو الوافد ينزل أول قدومه في منزل إكرام ثم يحضر إليه القرى ثم يخالطه رب المنزل ويقترب منه .
وجملة ( ذلك هو الفضل الكبير ) تذييل . والإشارة إلى مضمون قوله ( في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ) بتأويل : ذلك المذكور .
وجيء باسم إشارة البعيد استعارة لكون المشار إليه بعيد المكانة بعد ارتفاع مجازي وهو الشرف .
و ( الفضل ) يجوز أن يكون مصدرا بمعنى الشرف والتفوق على الغير فيكون في معنى : فضلهم ويجوز أن يكون اسما لما يتفضل به من عطاء فيكون في معنى : ذلك فضلنا عليهم وفي هذا الأخير دلالة على أن ثواب الأعمال فضل من الله لأن طاعة العباد واجبة عليهم فإذا أدوها فقد فعلوا ما لا يسعهم إلا فعله فلو لم يثابوا على ذلك لم يكن عدم إثابتهم ظلما .
وضمير الفصل يفيد قصرا ادعائيا للمبالغة في أعظمية الفضل و ( الفضل ) يصلح لأن يعتبر كالمضاف إلى المفعول أي فضل الله عليهم وأن يعتبر كالمضاف إلى الفاعل فضلهم أي شرفهم وبركتهم فيؤول معنى القصر إلى أن الفضل الذي حصل للذين آمنوا وعملوا الصالحات أكبر فضل .
( ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) اسم الإشارة مؤكد لنظيره الذي قبله أي ذلك المذكور الذي هو فضل يحصل لهم في الجنة هو أيضا بشرى لهم من الحياة الدنيا .
والعائد من الصلة إلى الموصول محذوف تقديره : الذي يبشر الله به عباده . وحذفه هنا لتنزيله منزلة الضمير المنصوب باعتبار حذف الجار على طريقة حذفه في نحو قوله ( واختار موسى لقومه ) بتقدير : من قومه فلما عومل معاملة المنصوب حذف كما يحذف الضمير المنصوب .
وقرأ نافع وعاصم وابن عامر ويعقوب وخلف ( يبشر ) بضم التحتية وفتح الموحدة وتشديد الشين المكسورة وهو من بشره إذا أخبره بحادث يسره . وقرأه ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي ( يبشر ) بفتح التحتية وسكون الموحدة وضم الشين مخففة يقال : بشرت الرجل بتخفيف الشين أبشره من باب نصر إذا اغبطه بحادث يسره .
وجمع العباد المضاف إلى اسم الجلالة أو ضميره غلب إطلاقه في القرآن في معرض التقريب وترفيع الشأن ولذلك يكون موقع ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) هنا موقع عطف البيان على نحو قوله تعالى ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون ) إذ وقع ( الذين آمنوا ) موقع عطف البيان من ( أولياء الله ) .
A E ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) استئناف ابتدائي بمناسبة ذكر ما أعد للمشركين من عذاب وما أعد للمؤمنين من خير وضمير جماعة المخاطبين مراد به المشركون لا محالة وليس في الكلام السابق ما يتوهم منه أن يكون ( قل لا أسألكم ) جوابا عنه فتعين أن جملة ( قل لا أسألكم عليه أجرا ) كلام مستأنف استئنافا ابتدائيا .
ويظهر مما رواه الواحدي في أسباب النزول عن قتادة : أن المشركين اجتمعوا في مجمع لهم فقال بعضهم لبعض : أترون محمدا يسأل على ما يتعاطاه أجرا . فنزلت هذه الآية " يعنون : إن كان ذلك جمعنا له مالا كما قالوه له غير مرة " أنها لا اتصال لها بما قبلها وأنها لما عرض سبب نزولها نزلت في أثناء نزول الآيات التي قبلها والتي بعدها فتكون جملة ابتدائية . وكان موقعها هنا لمناسبة ما سبق من ذكر حجاج المشركين وعنادهم فإن مناسبتها لما معها من الآيات موجودة إذ هي من جملة ما واجه به القرآن محاجة المشركين ونفي به أوهامهم واستفتح بصائرهم إلى النظر في علامات صدق الرسول ؛ فهي جملة ابتدائية وقعت معترضة بين جملة ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات ) وجملة ( ومن يقترف حسنة )