وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( وإن الظالمين لهم عذاب أليم [ 21 ] ) عطف على جملة ( ولولا كلمة الفصل ) والمقصود تحقيق أن إمهالهم إلى أجل مسمى لا يفلتهم من المؤاخذة بما ظلموا . والمراد بالظالمين المشركون ( إن الشرك لظلم عظيم ) .
والعذاب الأليم : عذاب الآخرة لجميعهم وعذاب الدنيا بالسيف والذل للذين أخروا إلى إبان حلوله مثل قتلهم يوم بدر .
وتوكيد الخبر بحرف التوكيد لأن هذا الخبر موجه إليهم لأنهم يسمعون هذا الكلام ويعلمون أنهم المقصودون به .
( ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير [ 22 ] ) جملة ( ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا ) بيان لجملة ( وإن الظالمين لهم عذاب أليم ) بين حال هذا العذاب ببيان حال أصحابه حين توقع حلوله وكفى بذلك منبئا عن هوله .
والخطاب ب ( ترى ) لغير معين فيعم كل من تمكن منه الرؤية يومئذ كقوله ( وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ) . والمقصود استحضار صورة حال الظالمين يوم القيامة في ذهن المخاطب .
والإشفاق : توقع الشيء المضر وهو ضد التمني .
و ( ما كسبوا ) هو أعمالهم السيئة . والمراد : جزاؤها بقرينة المقام .
وجملة " وهو واقع بهم في موضع الحال أي مشفقين إشفاقا يقارب اليأس وهو أشد الإشفاق حين يعلمون أن المشفق منه لا ينجي منه حذر لأن الإشفاق إذا حصل قبل اقتراب المشفق منه قد يحاول المشفق وسائل التخلص منه فأما إذا وقع العذاب فقد حال دون التخلص حائله . والمعنى : مشفقين من عقاب أعمالهم في حال نزول العقاب بهم . وليس المعنى : أنهم مشفقون في الدنيا من أعمالهم السيئة لأنهم لا يدينون بذلك فما بني على ذلك الاحتمال من التفسير ليس بينا .
والباء في قوله ( واقع بهم ) للاستعلاء كقول غاوي السلمي : .
" أرب يبول الثعلبان برأسه وهذا الاستعمال قريب من معنى الإلصاق المجازي .
وضمير ( هو واقع ) عائد على ( ما كسبوا ) باعتبار تقدير مضاف أي جزاء ما كسبوا أي في حال أن الجزاء واقع عليهم .
A E وجملة ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات ) حال من الظالمين والواو واو الحال أي ترى الظالمين في إشفاق في حال أن الذين آمنوا يطمئنون في روضات الجنات وفي هذه الحال دلالة على أن الذين آمنوا قد استقروا في الروضات من قبل عرض الظالمين على الحساب وإشفاقهم من تبعاته . وهذا من تضاد شأني الفريقين في الآخرة على عكسه بما كانوا عليه في الدنيا المقدم في قوله ( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقين منها ) أي فاليوم انقلب إشفاق المؤمنين اطمئنانا واطمئنان المشركين إشفاقا وشتان بين الاطمئنانين والإشفاقين وبهذه المضادة في الحالتين وأسبابهما صح اعتبار كينونة الذين آمنوا في الجنة حالا من ( الظالمين ) .
والروضات : جمع روضة وهي اسم لمجموع ماء وشجر حاف به وخضرة حوله .
وجملة ( لهم ما يشاؤون عند ربهم ) خبر ثان عن ( الذين آمنوا ) و ( عند ) ظرف متعلق بالكون الذي تعلق به الجار والمجرور في ( لهم ما يشاؤون ) .
والعندية تشريف لمعنى الاختصاص الذي أفادته اللام في قوله ( لهم ) وعناية بما يعطونه من رغبة . والمعنى : ما يشاؤونه حق لهم محفوظ عند ربهم . ولا ينبغي جعل ( عند ) متعلقا بفعل ( يشاؤون ) لأن ( عند ) حينئذ تكون ظرفا لمشيئتهم أي مشيئة منهم متوجهة إلى ربهم فتؤول المشيئة إلى معنى الطلب أن يعطيهم ما يطلبون فيفوت قصد التشريف والعناية