وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمراد ب ( الذين لا يؤمنون ) : المشركون وعبر عنهم بالموصول لأن الصلة تدل على علة استعجالهم بها والمراد بالذين آمنوا : المسلمون فإن هذا لقب لهم ففي الكلام احتباك تقديره : يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها فلا يشفقون منها والذين أمنوا مشفقون منها فلا يستعجلون بها .
وعطفت على ( مشفقون منها ) جملة ( ويعلمون أنها الحق ) لإفادة أن إشفاقهم منها إشفاق عن يقين وجزم لا إشفاق عن تردد وخشية أن يكشف الواقع على صدق الإخبار بها وأنه احتمال مساو عندهم .
وتعريف ( الحق ) في قوله ( إنها الحق ) تعريف الجنس وهو يفيد قصر المسند على المسند إليه قصر مبالغة لكمال الجنس في المسند إليه نحو : عنترة الشجاع أي يوقنون بأنها الحق كل الحق وذلك لظهور دلائل وقوعها حتى كأنه لا حق غيره .
( ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلل بعيد [ 18 ] ) الجملة تذييل لما قبلها بصريحها وكنايتها لأن صريحها إثبات الضلال للذين يكذبون بالساعة وكنايتها إثبات الهدى للذين يؤمنون بالساعة . وهذا التذييل فذلكة للجملة التي قبلها .
وافتتاح الجملة بحرف ( ألا ) الذي هو للتنبيه لقصد العناية بالكلام .
والمماراة : مفاعلة من المرية بكسر الميم وهي الشك . والمماراة : الملاحة لإدخال الشك على المجادل وقد تقدم في قوله تعالى ( فلا تمار فيهم ) في سورة الكهف .
وجعل الضلال كالظرف لهم تشبيها لتلبسهم بالضلال بوقوع المظروف في ظرفه فحرف ( في ) للظرفية المجازية .
ووصف الضلال بالبعيد وصف مجازي شبه الكفر بضلال السائر في طريق وهو يكون أشد إذا كان الطريق بعيدا وذلك كناية عن عسر إرجاعه إلى المقصود .
والمعنى : لفي ضلال شديد . وتقدم في قوله ( فقد ضل ضلالا بعيدا ) في سورة النساء .
( الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز [ 19 ] ) هذه الجملة توطئة لجملة ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ) لأن ما سيذكر في الجملة الآتية هو أثر من آثار لطف الله بعباده ورفقه بهم وما يسر من الرزق للمؤمنين منهم والكفار في الدنيا ثم ما خص به المؤمنين من رزق الآخرة فالجملة مستأنفة استئنافا ابتدائيا مقدمة لاستئناف الجملة الموطإ لها وهي جملة ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ) الآية .
A E وموقع جملة ( من كان يريد حرث الآخرة ) إلخ فسنبينه .
واللطيف : البر القوي البر . ويدخل في هذا كثير من النعم . فسر عدد من المفسرين ( اللطيف ) بواهب بعضها وإنما هو تفسير تمثيل لا يخص دلالة الوصف به . وفعل " لطف " من باب نصر يتعدى بالباء كما هنا وباللام كما في قوله ( إن ربي لطيف لما يشاء ) كما تقدم في سورة يوسف . وتقدم تحقيق معنى اسمه تعالى ( اللطيف ) .
وعباده عام لجميع العباد وهم نوع الإنسان لأنه جمع مضاف .
وجملة ( يرزق من يشاء ) في موضع الحال من اسم الجلالة أو في موضع خبر عنه .
والرزق : إعطاء ما ينفع . وهو عندنا لا يختص بالحلال وعند المعتزلة يختص به والخلاف اصطلاح .
والظاهر : أن المراد هنا رزق الدنيا لأن الكلام توطئة لقوله ( من كان يريد حرث الآخرة ) .
والمشيئة : مشيئة تقدير الرزق لكل أحد من العباد ليكون عموم اللطف للعباد باقيا فلا يكون قوله ( من يشاء ) في معنى التكرير إذ يصير هكذا يرزق من يشاء من عباده الملطوف بجميعهم وما الرزق إلا من اللطف فيصير بعض المعنى المفاد فلا جرم تعين أن المشيئة هنا مصروفة لمشيئة تقدير الرزق بمقاديره .
والمعنى : أنه للطفه بجميع عباده لا يترك أحدا منهم بلا رزق وأنه فضل بعضهم على بعض في الرزق جريا على مشيئته .
وهذا المعنى يثير مسألة الخلاف بين أئمة أصول الدين في نعمة الكافر ومن فروعها رزق الكافر . وعن الشيخ أبي الحسن الأشعري أن الكافر غير منعم عليه نعمة دنيوية لأن ملاذ الكافر استدراج لما كانت مفضية إلى العذاب في الآخرة فكانت غير نعمة ومرادهم بالدنيوية مقابل الدينية . وكأن مراد الشيخ بهذا تحقيق معنى غضب الله على الكافرين كما جاء في آيات كثيرة فمراده : أن الكافر غير منعم عليه نعمة رضى وكرامة ولكنها نعمة رحمة لما له من انتساب المخلوقية لله تعالى