وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولام التعريف في ( الكتاب ) لتعريف الجنس أي إنزال الكتب وهو ينظر إلى قوله أنفا ( وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب ) .
والباء في ( بالحق ) للملابسة أي أنزل الكتب مقترنة بالحق بعيدة عن الباطل .
والحق : كل ما يحق أي يجب في باب الصلاح عمله ويصح أن يفسر بالأغراض الصحيحة النافعة .
والميزان حقيقته : آلة الوزن والوزن : تقدير ثقل جسم والميزان آلة : ذات كفتين معتدلتين معلقتين في طرفي قضيب مستو معتدل له عروة في وسطه بحيث لا تتدلى إحدى الكفتين على الأخرى إذا أمسك القضيب من عروته .
والميزان هنا مستعار للعدل والهدي بقرينة قوله ( أنزل ) فإن الدين هو المنزل والدين يدعو إلى العدل والإنصاف في المجادلة في الدين وفي إعطاء الحقوق فشبه بالميزان في تساوي رجحان كفتية قال تعالى ( وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) .
وجملة ( وما يدريك لعل الساعة قريب ) معطوفة على جملة ( الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان ) والمناسبة هي ما ذكرناه من إيذان تلك الجملة بمقدر .
وكلمة ( وما يدريك ) جارية مجرى المثل والكاف منها خطاب لغير معين بمعنى : قد تدري أي قد يدري الداري ف ( ما ) استفهامية والاستفهام مستعمل في التنبيه والتهيئة . و ( يدريك ) من الدراية بمعنى العلم وقد علق فعل ( يدري ) عن العمل بحرف الترجي .
وعن ابن عباس كل ما جاء فعل ( ما أدراك ) فقد أعلمه الله به ( أي بينه له ) عقب كلمة ( ما أدراك ) فقد أعلمه الله به ( أي بينه له عقب كلمة ( ما أدراك ) نحو ( وما أدراك ما هيه نار حامية ) وكل ما جاء فيه ( وما يدريك ) لم يعلمه به " أي لم يعقبه بما يبين إبهامه نحو ( وما يدريك لعل الساعة قريب ) ( وما يدريك لعله يزكى ) . ولعل معنى هذا الكلام أن الاستعمال خص كل صيغة من هاتين الصيغتين بهذا الاستعمال فتأمل .
والمعنى : أي شيء يعلمك أيها السامع الساعة قريبا أي مقتضي علمك متوفر فالخطاب لغير معين وفي معناه قوله تعالى ( وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ) في سورة الأنعام .
A E والإخبار عن ( الساعة ) ب ( قريب ) وهو غير مؤنث لأنه غلب لزوم كلمة " قريب وبعيد " للتذكير باعتبار شيء كقوله تعالى ( وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا ) وقوله ( إن رحمة الله قريب من المحسنين ) وقد تقدم في سورة الأعراف .
( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين أمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ) يجوز أن تكون جملة ( يستعجل بها ) إلى آخرها حالا من ( الساعة ) . ويجوز أن تكون بيانا لجملة ( وما يدريك لعل الساعة قريب ) لما تضمنته من التنبيه والتهيئة بالنسبة إلى فريقي المؤمنين بالساعة والذين لا يؤمنون بها فذكر فيها حال كلا الفريقين تجاه ذلك التنبيه . فأما المشركون فيتلقونه بالاستهزاء والتصميم على الجحد بها وهو المراد بقوله ( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ) والذين آمنوا بها يعملون لما به الفوز عندها ولذلك جيء عقبها بجملة ( ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ) كما سيأتي .
والاستعجال : طلب التعجيل وتقدم في قوله تعالى ( استعجالهم بالخير ) في سورة يونس أي يطلب الذين لا يؤمنون بالساعة من النبي A أن يعجل الله بحلول الساعة ليبين صدقه تهكما واستهزاء وكناية عن اتخاذهم تأخرها دليلا على عدم وقوعها وهم آيسون منها كما دل عليه قوله في مقابله ( والذين آمنوا مشفقون منها ) . وقد تكرر منهم هذا المعنى بأساليب ذكرت في تضاعيف آي القرآن كقوله ( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) ( وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب ) .
والإشفاق : رجاء وقوع ما يكره أي مشفقون من أهوالها وتقدم في قوله ( وهم من خشيته مشفقون ) . وإنما جعل الإشفاق من ذات الساعة لإفادة تعظيم أهوالها حتى كان أحوالها هي ذاتها على طريقة إسناد الحكم ونحوه إلى الأعيان نحو ( حرمت عليكم الميتة ) فهم يتوخون النجاة منها بالطاعة والتقوى أي فهم لا يستعجلون بها وإنما يغتنمون بقاءهم في الدنيا للعمل الصالح والتوبة