وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فمعنى محاجتهم في الله محاجتهم في دين الله أي إدخالهم على الناس الشك في صحة دين الإسلام أو في كونه أفضل من اليهودية والنصرانية . ومحاجتهم هي ما يلبسوه به على المسلمين لإدخال الشك عليهم في اتباع الإسلام كقول المشركين ( ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا ) وقولهم في الأصنام ( هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) وقولهم في إنكار البعث ( أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد ) وقولهم ( إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ) وكقول أهل الكتاب : نحن الذين على دين إبراهيم وقولهم : كتابنا أسبق من كتاب المسلمين .
وإطلاق اسم الحجة على شبهاتهم مجاراة لهم بطريق التهكم والقرينة قوله ( داحضة عند ربهم ) .
ومفعول ( يحاجون ) محذوف دل عليه قوله ( من بعد ما استجيب له ) والتقدير : يحاجون المستجيبين لله من بعد ما استجابوا له أي استجابوا لدعوته على لسان رسوله A .
وحذف فاعل ( استجيب ) إيجازا لأن المقصود من بعد حصول الاستجابة المعروفة .
والداحضة : التي دحضت بفتح الحاء يقال : دحضت رجله تدحض : بفتح الحاء " دحوضا أي زلت . استعير الدحض للبطلان بجامع عدم الثبوت كما لا تثبت القدم في المكان الدحض ولم يبين وجه دحضها اكتفاء بما بين في تضاعيف ما نزل من القرآن من الأدلة على فساد تعدد الآلهة وعلى صدق الرسول A وعلى إمكان البعث وبما ظهر للعيان من تزايد المسلمين يوما فيوما وأمنهم من أن يعتدى عليهم .
والغضب : غضب الله وإنما نكر للدلالة على شدته . ولم يحتج إلى إضافته إلى اسم الجلالة أو ضميره لظهور المقصود من قوله ( حجتهم داحضة عند ربهم ) . فالتقدير : وعليهم غضب الله .
وإنما قدم المسند على المسند إليه بقوله ( وعليهم غضب ) للاهتمام بوقوع الغضب عليهم كما هو مقتضي حرف الاستعلاء المجازي .
A E وكذلك القول في ( ولهم عذاب شديد ) . ولعل المراد به عذاب السيف في الدنيا بالقتل يوم بدر .
( الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب [ 17 ] ) قد علمتم أن من جملة محاجة المشركين في الله ومن أشدها تشغيبا في زعمهم محاجتهم بإنكار البعث كما في قولهم ( هل ندلكم على رجل ينبكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد أفترى على الله كذبا أم به جنة ) وقال شداد بن الأسود : .
يخبرنا الرسول بأن سنحيا ... وكيف حياة أصداء وهام وقد دحض الله حجتهم في مواضع من كتابه بنفي استحالته وبدليل إمكانه وأومأ هنا إلى مقتضي إيجابه فبين أن البعث والجزاء حق وعدل فكيف لا يقدره مدبر الكون ومنزل الكتاب والميزان . وقد أشارت إلى هذا المعنى آيات كثيرة منها قوله تعالى ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) وقوله ( إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ) وقال ( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين ) .
وأكثرها جاء نظمها على نحو الترتيب الذي في نظم هذه الآية من الابتداء بما يذكر بحكمة الإيجاد وأن تمام الحكمة بالجزاء على الأعمال .
فقوله ( الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان ) تمهيد لقوله ( وما يدريك لعل الساعة قريب ) لأن قوله ( وما يدريك لعل الساعة قريب ) يؤذن بمقدر يقتضيه المعنى تقديره : فجعل الجزاء للسائرين على الحق والناكبين عنه في يوم الساعة فلا محيص للعباد عن لقاء الجزاء وما يدريك لعل الساعة قريب فهو ناظر إلى قوله ( إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ) . وهذه الجملة موقعها من جملة ( والذين يحاجون في الله ) موقع الدليل والدليل من ضروب البيان ولذلك فصلت الجملة عن التي قبلها لشدة اتصال معناها بمعنى الأخرى .
والإخبار عن اسم الجلالة باسم الموصول الذي مضمون صلته إنزاله الكتاب والميزان لأجل ما في الموصولية من الإيماء إلى وجه بناء الخبر الآتي وأنه من جنس الحق والعدل مثل الموصول في قوله تعالى ( إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )