وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمقصود من قوله ( الله ربنا وربكم ) أننا متفقون على توحيد الله تعالى كقوله تعالى ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ) الآية أي فالله الشهيد علينا وعليكم إذ كذبتم كتابا أنزل من عنده فالخبر مستعمل في التسجيل والإلزام .
وجملة ( لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ) دعوة إنصاف أي أن الله يجازي كلا بعمله . وهذا خبر مستعمل في التهديد والتنبيه على الخطأ .
وجملة ( لا حجة بيننا وبينكم ) هي الغرض المقصود بعد قوله ( وأمرت لأعدل بينكم ) أي أعدل بينكم ولا أخاصمكم على إنكاركم صدقي .
والحجة : الدليل الذي يدل المسوق إليه على صدق دعوى القائم به وإنما تكون الحجة بين مختلفين في دعوى . ونفي الحجة نفي جنس يجوز أن يكون كناية عن نفي المجادلة التي من شأنها وقوع الاحتجاج كناية عن عدم التصدي لخصومتهم فيكون المعنى الإمساك عن مجادلتهم لأن الحق ظهر وهم مكابرون فيه وهذا تعريض بأن الجدال معهم ليس بذي جدوى .
ويجوز أن يكون المنفي جنس الحجة المفيدة بمعونة القرينة مثل لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب . والمعنى : أن الاستمرار على الاحتجاج عليهم بعد ما أظهر لهم من الأدلة يكون من العبث وهذا تعريض بأنهم مكابرون .
وأياما كان فليس هذا النفي مستعملا في النهي عن التصدي للاحتجاج عليهم فقد حاجهم القرآن في آيات كثيرة نزلت بعد هذه وحاجهم النبي A في قضية الرجم وقد قال الله تعالى ( ولا تجادلوا أهل الكتاب غلا بالتي هي أحسن ) فالاستثناء صريح في مشروعية مجادلتهم .
و ( بين ) المكررة في قوله ( بيننا وبينكم ) ظرف موزع على جماعات أو أفراد ضمير المتكلم المشارك . وضمير المخاطبين كما يقال : قسم بينهم وهذا مخالف ب ( بين ) المتقدم آنفا .
A E والمراد بالجمع في قوله ( الله يجمع بيننا ) الحشر لفصل القضاء فيومئذ يتبين المحق من المبطل وهذا كلام منصف . ولما كان مثل هذا الكلام لا يصدر إلا من الواثق بحقه كان خطابهم به مستعملا في المتاركة والمحاجزة أي سأترك جدالكم ومحاجتكم لقلة جدواها فيكم وأفوض أمري إلى الله يقضي بيننا يوم يجمعنا فهذا تعريض بأن القضاء سيكون له عليهم .
وتقديم المسند إليه على الخبر الفعلي في قوله ( الله يجمع بيننا ) للتقوي أي تحقيق وقوع هذا الجمع وإلا فإن المخاطبين وهم اليهود يثبتون البعث . و ( بين ) هنا ظرف موزع مثل الذي في قوله ( لا حجة بيننا وبينكم ) .
وجملة ( وإليه المصير ) عطف على جملة ( يجمع بيننا ) . والتعريف في ( المصير ) للاستغراق أي مصير الناس كلهم فبذلك كانت الجملة تذييلا بما فيها من العموم أي مصيرنا ومصيركم ومصير الخلق كلكم .
وهذه الجمل الأربع تقتضي المحاجزة بين المؤمنين وبين اليهود وهي محاجزة في المقاولة ومتاركة في المقاتلة في ذلك الوقت حتى أذن الله في قتالهم لما ظاهروا الأحزاب .
وليس في صيغ هذه الجمل ما يقتضي دوام المتاركة إذ ليس فيها ما يقتضي عموم الأزمنة فليس الأمر بقتال بعضهم بعد يوم الأحزاب ناسخا لهذه الآية .
( والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد [ 16 ] ) عطف على جملة ( وقل آمنت بما أنزل الله ) إلخ وهو يقتضي انتقال الكلام فلما استوفى حظ أهل الكتاب في شأن المحاجة معهم رجع إلى المشركين في هذا الشأن بقوله ( والذين يحاجون في الله ) الآية .
وتغيير الأسلوب بالإتيان بالاسم الظاهر الموصول وكون صلته مادة الاحتجاج مؤذن بتغيير الغرض في المتحدث عنهم مع مناسبة ما ألحق به من قوله ( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ) وقوله ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) فالمقصود ب ( الذين يحاجون في الله من بعد استجيب له ) : المشركون لأنهم يحاجون في شأن الله وهو الوحدانية دون اليهود من أهل الكتاب فأنهم لا يحاجون في تفرد الله بالإلهية .
وعن مجاهد أنه قال ( الذين يحاجون في الله ) رجال طمعوا أن تعود الجاهلية بعد ما دخل الناس في الإسلام . ووقع في كلام ابن عباس عند الطبري : أنهم اليهود والنصارى