وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فضمير ( من بعدهم ) عائد إلى ما عاد إليه ضمير ( تفرقوا ) وهم الذين خوطبوا بقوله ( ولا تتفرقوا فيه ) .
وظرفية قوله ( في شك ) ظرفية مجازية وهي استعارة تبعية شبه تمكن الشك من نفوسهم بإحاطة الظرف بالمظروف .
و ( من ) في قوله ( لفي شك منه ) ابتدائية وهو ابتداء مجازي معناه المصاحبة والملابسة أي شك متعلق به أو في شك بسببه . ففي حرف ( من ) استعارة تبعية وقع حرف ( من ) موقع باء المصاحبة أو السببية .
وتأكيد الخبر ب ( إن ) للاهتمام ومجرد تحقيقه للنبي A والمؤمنين وهذا الاهتمام كناية عن التحريض للحذر من مكرهم وعدم الركون إليهم لظهور عداوتهم لئلا يركنوا إليهم ولعل اليهود قد أخذوا يومئذ في تشكيك المسلمين واختلطوا بهم في مكة ليتطلعوا حال الدعوة المحمدية .
هذا هو الوجه في تفسير هذه الآية وهو الذي يلتئم مع ما قبله ومع قوله بعده ( ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم ) الآية .
والمريب : الموجب الريب وهو الاتهام . فالمعنى : لفي شك يفضي إلى الظنة والتهمة أي شك مشوب بتكذيب ف ( مريب ) اسم فاعل من أراب الذي همزته للتعدية أي جاعل الريب وليست همزة أراب التي هي للجعل في قولهم : أرابني بمعنى أوهمني منه ريبة وهو ليس بذي ريب كما في قول بشار : .
أخوك الذي إن ربته قال إنما ... أربت وإن عاتبته لان جانبه على رواية فتح التاء من ( أربت ) وتقدم قوله ( وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب ) في هود .
( فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير [ 15 ] ) A E الفاء للتفريع على قوله ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ) إلى آخره المفسر بقوله ( أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) المخلل بعضه بجمل معترضة من قوله ( كبر على المشركين ) إلى ( من ينيب ) .
واللام يجوز أن تكون للتعليل وتكون الإشارة بذلك إلى المذكور أي جميع ما تقدم من الأمر بإقامة الدين والنهي عن التفرق فيه وتلقي المشركين للدعوة بالتجهم وتلقي المؤمنين لها بالقبول والإنابة وتلقي أهل الكتاب لها بالشك أي فلأجل جميع ما ذكر فادع واستقم أي لأجل جميع ما تقدم من حصول الاهتداء لمن هداهم الله ومن تبرم المشركين ومن شك أهل الكتاب فادع .
ولم يذكر مفعول ( ادع ) لدلالة ما تقدم عليه أي ادع المشركين والذين أوتوا الكتاب والذين اهتدوا وأنابوا .
وتقديم ( لذلك ) على متعلقه وهو فعل ( ادع ) للاهتمام بما احتوى عليه اسم الإشارة إذ هو مجموع أسباب للأمر بالدوام على الدعوة .
ويجوز أن تكون اللام في قوله ( فلذلك ) لام التقوية وتكون مع مجرورها مفعول ( ادع ) . والإشارة إلى ( الدين ) من قوله ( شرع لكم من الدين ) أي فادع لذلك الدين .
وتقديم المجرور على متعلقه للاهتمام بالدين .
وفعل الأمر في قوله ( فادع ) مستعمل في الدوام على الدعوة كقوله ( يأيها الذين أمنوا بالله ورسوله ) بقرينة قوله ( كما أمرت ) وفي هذا إبطال لشبهتهم في الجهة الثالثة المتقدمة عند قوله تعالى ( كبر على المشركين ما تدعوهم إليه ) .
والفاء في قوله ( فادع ) يجوز أن تكون مؤكدة لفاء التفريع التي قبلها ويجوز أن تكون مضمنة معنى الجزاء لما في تقديم المجرور من مشابهة معنى الشرط كما في قوله تعالى ( فبذلك فليفرحوا ) .
والاستقامة : الاعتدال والسين والتاء فيها للمبالغة مثل : أجاب واستجاب . والمراد هنا الاعتدال المجازي وهو اعتدال الأمور النفسانية من التقوى ومكارم الأخلاق وإنما أمر بالاستقامة أي الدوام عليها للإشارة إلى أن كمال الدعوة إلى الحق لا يحصل إلا إذا كان الداعي مستقيما في نفسه