وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمعنى : وما تفرقت أممهم في أديانهم إلا من بعد ما جاءهم العلم على لسان رسلهم من النهي عن التفرق في الدين مع بيانهم لهم مفاسد التفرق وأضراره أي أنهم تفرقوا عالمين بمفاسد التفرق غير معذورين بالجهل . وهذا كقوله تعالى ( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة ) على التفسير الآخر .
وذكر سبب تفرقهم بقوله ( بغيا بينهم ) أي تفرقوا لأجل العداوة بينهم أي بين المتفرقين أي لم يحافظوا على وصايا الرسل .
وهذا تعريض بالمشركين في إعراضهم عن دعوة الإسلام لعداوتهم للمؤمنين وقوله ( ولولا كلمة سبقت من ربك ) إلخ تحذير للمؤمنين من مثل ذلك الاختلاف . وتنكير ( كلمة ) للتنويع لأن لكل فريق من المتفرقين في الدين كلمة من الله في تأجيلهم فهو على حد قوله تعالى ( وعلى أبصارهم غشاوة ) . وتنكير ( أجل ) أيضا للتنويع لأن لكل أمة من المتفرقين أجلا مسمى فهي آجال متفاوتة في الطول والقصر ومختلفة بالأزمنة والأمكنة .
والمراد بالكلمة ما أراده الله من إمهالهم وتأخير مؤاخذتهم إلى أجل لهم اقتضته حكمته في نظام هذا العالم فربما أخرهم ثم عذبهم في الدنيا وربما أخرهم إلى عذاب الآخرة وكل ذلك يدخل في الأجل المسمى ولكل ذلك كلمته . فالكلمة هنا مستعارة للإرادة والتقدير . وسبقها تقدمها من قبل وقت تفرقهم وذلك سبق علم الله بها وإرادته إياها على وقف علمه وقدره وقد تقدم نظير هذه الكلمة في سورة هود وفي سورة طه .
( وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب [ 14 ] ) عطف على جملة ( وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم ) إلى قوله ( لقضي بينهم ) . وهذه الجملة هي المقصود من جملة ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ) إلى قوله ( ولا تتفرقوا فيه ) لأن المقصود أهل الكتاب الموجودون في زمن نزول الآية .
A E وإذ قد كانت من الأمم التي أوحى الله إلى رسلهم أمتان موجودتان في حين نزول هذه الآية وهما اليهود والنصارى وكانتا قد تفرقتا فيما جاءهم به العلم وكان الله قد أخر القضاء بين المختلفين منهم إلى أجل مسمى وكانوا لما بلغتهم رسالة محمد A شكوا في انطباق الأوصاف التي وردت في الكتاب بوصف النبي الموعود به .
فالمعنى : أنه كما تفرق أسلافهم في الدين قبل بعثة النبي الموعود به تفرق خلفهم مثلهم وزادوا تفرقا في تطبيق صفات النبي الموعود به تفرقا ناشئا عن التردد والشك أي دون بذل الجهد في تحصيل اليقين فلم يزل الشك دأبهم .
فالمخبر عنهم بأنهم في شك : هم الذين أورثوا الكتاب من بعد سلفهم .
وقد جاء نظم الآية على أسلوب إيجاز يتحمل هذه المعاني الكثيرة وما يتفرع عنها فجيء بضمير ( منه ) بعد تقدم ألفاظ صالحة لأن تكون معاد ذلك الضمير وهي لفظ ( الدين ) في قوله ( من الدين ) ولفظ ( الذي ) في قوله ( والذي أوحينا إليك ) و ( ما ) الموصولة في قوله ( ما تدعوهم إليه ) وهذه الثلاثة مدلولها الإسلام . وهنالك لفظ ( ما وصينا ) المتعدي إلى موسى وعيسى ولفظ ( الكتاب ) في قوله ( وإن الذين أورثوا الكتاب ) . وهذان مدلولهما كتابا أهل الكتاب .
وهؤلاء الذين أوتوا الكتاب هم الموجودون في وقت نزول الآية . والإخبار عنهم بأنهم في شك ناشئ من تلك المعادات للضمير معناه : أن مبلغ كفرهم وعنادهم لا يتجاوز حالة الشك في صدق الرسالة المحمدية أي ليسوا مع ذلك بموقنين بأن الإسلام باطل ولكنهم ترددوا ثم أقدموا على التكذيب به حسدا وعنادا . فمنهم من بقي حالهم في الشك . ومنهم من أيقن بأن الإسلام حق كما قال تعالى ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ) . ويحتمل أن المعنى لفي شك بصدق القرآن أو في شك مما في كتابهم من الأمور التي تفرقوا فيها أو ما في كتابهم من الدلالة على مجيء النبي الموعود به وصفاته .
فهذه معان كثيرة تتحملها الآية وكلها منطبقة على أهل الكتابين وبذلك يظهر أنه لا داعي إلى صرف كلمة ( شك ) عن حقيقتها .
ومعنى ( أورثوا الكتاب ) صار إليهم علم الكتاب الذي اختلف فيه سلفهم فاستعير الإرث للخلفية في علم الكتاب .
والتعريف في ( الكتاب ) للجنس ليشمل كتاب اليهود وكتاب النصارى