وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأما الاختلاف في فروعه بحسب استنباط أهل العلم بالدين فذلك من التفقه الوارد فيه قول النبي A " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " .
( كبر على المشركين ما تدعوهم إليه ) اعتراض بين جملة ( شرع لكم من الدين ) وجملة ( وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم ) . ولك أن تجعله استئنافا بيانيا جوابا عن سؤال من يتعجب من إعراض المشركين عن الإسلام مع أنه دين مؤيد بما سبق من الشرائع الإلهية فأجيب إجمالا بأنه كبر على المشركين وتجهموه و ( كبر ) بمعنى صعب وقريب منه إطلاق ثقل أي عجزوا عن قبول ما تدعوهم إليه فالكبر مجاز استعير للشيء الذي لا تطمئن النفس لقبوله والكبر في الأصل الدال على ضخامة الذات لأن شأن الشيء الضخم أن يعسر حمله . ولما فيه من تضمين معنى ثقل عدي ب ( على ) .
وعبر عن دعوة الإسلام ب ( ما ) الموصولة اعتبارا بنكران المشركين لهذه الدعوة واستغرابهم إياها وعدهم إياها من المحال الغريب وقد كبر عليهم ذلك من ثلاث جهات : جهة الداعي لأنه بشر مثلهم قالوا ( أبعث الله بشرا رسولا ) ولأنه لم يكن قبل الدعوة من عظماء القريتين ( لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) .
وجهة ما به الدعوة فإنهم حسبوا أن الله لا يخاطب الرسل إلا بكتاب ينزله إليه دفعة من السماء فقد قالوا ( لن نؤمن لك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه ) ( وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا ) ( وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله ) والقائلون هم المشركون .
A E ومن جهة ما تضمنته الدعوة مما لم تساعد أهواءهم عليه قالوا ( أجعل الآلهة إلها واحدا ) ( هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد ) .
وجيء بالفعل المضارع في ( تدعوهم ) للدلالة على تجدد الدعوة واستمرارها .
( الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب [ 13 ] ) استئناف بياني جواب عن سؤال من يسأل : كيف كبرت على المشركين دعوة الإسلام بأن الله يجتبي من يشاء . فالمشركون الذين لم يقتربوا من هدى الله غير مجتبين إلى الله إذ لم يشأ اجتباءهم أي لم يقدر لهم الاهتداء .
ويجوز أن يكون ردا على إحدى شبههم الباعثة على إنكارهم رسالته بأن الله يجتبي من يشاء . ولا يلزمه مراعاة عوائدكم في الزعامة والاصطفاء .
والاجتباء : التقريب والاختيار قال تعالى ( قالوا لولا اجتبيتها ) . ومن يشاء الله اجتباءه من هداه إلى دينه ممن ينيب وهو أعلم بسرائر خلقه .
وتقديم المسند إليه وهو اسم الجلالة على الخبر الفعلي لإفادة القصر ردا على المشركين الذين أحالوا رسالة بشر من عند الله . وحين أكبروا أن يكون الضعفة من المؤمنين خيرا منهم .
( وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم ) عطف على جملة ( ولا تتفرقوا فيه ) وما بينهما اعتراض كما علمت وفي الكلام حذف يدل عليه قوله ( وما تفرقوا ) تقديره : فتفرقوا . وضمير ( تفرقوا ) عائد إلى ما عاد إليه ضمير ( أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا ) وهم أمم الرسل المذكورين أي أوصيناهم بواسطة رسلهم بأن يقيموا الدين . دل على تقديره ما في فعل ( وصى ) من معنى التبليغ كما تقدم .
والعلم : إدراك العقل جزما أو ظنا .
ومجيء العلم إليهم يؤذن بأن رسلهم بينوا لهم مضار التفرق من عهد نوح كما حكى الله عنه في قوله ( ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا ) إلى قوله ( سبلا فجاجا ) في سورة نوح . وإنما تلقى ذلك العلم علماؤهم .
ويجوز أن يكون المراد بالعلم سبب العلم أي إلا من بعد مجيء النبي A بصفاته الموافقة لما في كتابهم فتفرقوا في اختلاق المطاعن والمعاذير الباطلة لينفوا مطابقة الصفات فيكون كقوله تعالى ( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة ) على أحد تفسيرين