وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهذا النطق من خوارق العادات كما هو شأن العالم الأخروي . وقولهم ( الذي أنطق كل شيء ) تمجيد لله تعالى ولا علاقة له بالاعتذار والمعنى : الذي أنطق كل شيء له نطق من الحيوان واختلاف دلالة أصواتها على وجدانها فعموم ( كل شيء ) مخصوص بالعرف .
( وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون [ 21 ] ) يجوز أن تكون هذه الجملة والتي عطفت عليها من تمام ما أنطق الله به جلودهم قتفي على مقالتها تشهيرا بخطئهم في إنكارهم البعث والمصير إلى الله لزيادة التنديم والتحسير وهذا ظاهر كون الواو في أول الجملة واو العطف فيكون التعبير بالفعل المضارع في قوله ( وإليه ترجعون ) لاستحضار حالتهم فإنهم ساعتئذ في قبضة تصرف الله مباشرة . وأما رجوعهم بمعنى البعث فإنه قد مضى بالنسبة لوقت إحضارهم عند جهنم أو يكون المراد بالرجوع الرجوع إلى ما ينتظرهم من العذاب .
ويجوز أن تكون هذه الجملة وما بعدها اعتراضا بين جملة ( ويوم نحشر أعداء الله إلى النار ) وجملة ( فإن يصبروا فالنار مثوى لهم ) موجها من جانب الله تعالى إلى المشركين الأحياء لتذكيرهم بالبعث عقب ذكر حالهم في القيامة انتهازا لفرصة الموعظة السابقة عند تأثير بسماعها .
ويكون فعل ( ترجعون ) مستعملا في الاستقبال على أصله والكلام استدلال على إمكان البعث .
قال تعالى ( أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد ) .
وتقديم متعلق ( ترجون ) عليه للاهتمام ورعاية الفاصلة .
( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون [ 22 ] وذلكم ظنكم الذي بربكم أردكم فأصبحتم من الخاسرين [ 23 ] ) قل من تصدى من المفسرين لبيان اتصال هذه الآيات الثلاث بما قبلها ومن تصدى منهم لذلك لم يأت بما مقنع وأولى كلام في ذلك كلام ابن عطية ولكنه وجيز وغير محرر وهو وبعض المفسرين ذكروا سببا لنزولها فزادوا بذلك إشكالا وما أبانوا انفصالا . ولنبدأ بما يقتضيه نظم الكلام ثم نأتي على ما روي في سبب نزولها بما لا يفضي إلى الانفصام .
فيجوز أن تكون جملة ( وما كنتم تستترون ) بتمامها معطوفة على جملة ( وهو خلقكم أول مرة ) الخ فتكون مشمولة للاعتراض متصلة بالتي قبلها على كلا التأويلين السابقين في التي قبلها .
ويجوز أن تكون مستقلة عنها : إما معطوفة على جملة ( ويوم نحشر أعداء الله إلى النار ) الآيات وإما معترضة بين تلك الجملة وجملة ( فإن يصبروا فالنار مثوى لهم ) وتكون الواو اعتراضيه ومناسبة الاعتراض ما جرى من ذكر شهادة سمعهم وأبصارهم وجلودهم عليهم . فيكون الخطاب لجميع المشركين الأحياء في الدنيا أو للمشركين في يوم القيامة .
A E وعلى هذه الوجوه فالمعنى : ما كنتم في الدنيا تخفون شرككم وتسترون منه بل كنتم تجهرون به وتفخرون باتباعه فماذا لومكم على جوارحكم وأجسادكم أن شهدت عليكم بذلك فإنه كان أمرا مشهورا فالاستتار مستعمل في الإخبار مجازا لأن حقيقة الاستتار إخفاء الذوات والذي شهدت به جوارحهم هو اعتقاد الشرك والأقوال الداعية إليه . وحرف ( ما ) نفي بقرينة قوله بعده ( ولكن ظننتم أن الله لا يعلم ) الخ ولابد من تقدير حرف جر يتعدى به فعل ( تسترون ) إلى ( أن يشهد ) وهو محذوف على الطريقة المشهورة في حذف حرف الجر مع ( أن ) . وتقديره : بحسب ما يدل عليه الكلام وهو هنا يقدر حرف ( من ) أي ما كنتم تستترون من شهادة سمعكم وأبصاركم وجلودكم أي ما كنتم تسترون من تلك الشهود وما كنتك تتقون شهادتها إذ لا تحسبون أن ما أنتم عليه ضائر إذ أنتم لا تؤمنون بوقوع يوم الحساب