وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( حتى ) ابتدائية وهي مفيدة لمعنى الغاية فهي حرف انتهاء في المعنى وحرف ابتداء في اللفظ أي أن ما بعدها جملة مستأنفة .
و ( إذا ) ظرف لمستقبل متضمن معنى الشرط وهو متعلق بجوابه و ( ما ) زائدة للتوكيد بعد ( إذا ) تفيد توكيد معنى ( إذا ) من الارتباط بالفعل الذي بعد ( إذا ) سواء كانت شرطية كما في هذه الآية أم كانت لمجرد الظرفية كقوله تعالى ( وإذ ما غضبوا هم يغفرون ) . ويظهر أن ورود ( ما ) بعد ( إذا ) يقوي معنى الشرط في ( إذا ) ولعله يكون معنى الشرط حينئذ نصا احتمالا .
وضمير المؤنث الغائب في ( جاءوها ) عائد إلى ( النار ) أي إذا وصلوا إلى جهنم .
وجملة ( شهد عليهم سمعهم وأبصارهم ) الخ يقتضي كلام المفسرين أنها جواب ( إذا ) فاقتضى الارتباط بين شرطها وجوابها وتعليقها بفعل الجواب . واستشعروا أ الشهادة عليهم تكون قبل أن يوجهوا إلى النار فقدروا فعلا محذوفا تقديره : وسئلوا عما كانوا يفعلون فأنكروا فشهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم يعني : سألهم خزنة النار .
وأحسن من ذلك أن نقول : إن جواب ( إذا ) محذوف للتهويل وحذف مثله كثير في القرآن ويكون جملة ( شهد عليهم سمعهم ) إلى آخرها مستأنفة استئنافا بيانيا نشأ عن مفاد ( حتى ) من الغية لأن السائل يتطلب ماذا حصل بين حشرهم إلى النار وبين حضورهم عند النار فأجيب بأن ( سهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم ) إلى قوله ( الذي أنطق كل شيء ) ويتضمن ذلك أنهم حوسبوا على أعمالهم وأنكروها فشهدت عليهم جوارحهم وأجسادهم .
أو أ يكون جواب ( إذا ) قوله ( فإن يصبروا فالنار مثوى لهم ) الخ .
وجملة ( شهد عليهم سمعهم وأبصارهم ) وما عطف عليها معترضة بين الشرط وجوابه .
وشهادة جوارحهم وجلودهم عليهم : شهادة تكذيب وافتضاح لأن كون ذلك شهادة يقتضي أنهم لما رأوا النار اعتذروا بإنكار بعض ذنوبهم طمعا في تخفيف العذاب وإلا فقد علم الله ما كانوا يصنعون وشهدت به الحفظة وقرئ عليهم كتابهم وما أحضروا للنار إلا وقد تحققت إدانتهم فما كانت شهادة جوارحهم إلا زيادة خزي لهم وتحسيرا وتنديما على سوء اعتقادهم في سعة علم الله .
وتخصيص السمع والأبصار والجلود بالشهادة على هؤلاء دون بقية الجوارح لأن للسمع اختصاصا بتلقي دعوة النبي A وتلقي آيات القرآن فسمعهم يشهد عليهم بأنهم كانوا يصرفونه عن سماع ذلك كما حكى الله عنهم بقوله ( وفي آذاننا وقر ) ولأن للأبصار اختصاصا بمشاهدة دلائل المصنوعات الدالة على انفراد الله تعالى بالخلق والتدبير فذلك دليل وحدانيته في إلهيته وشهادة الجلود لأن الجلد يحوي جميع الجسد لتكون شهادة الجلود عليهم شهادة على أنفسها فيظهر استحقاقها للحرق بالنار لبقية الأجساد دون اقتصار على حرق موضع السمع والبصر .
ولذلك اقتصروا في توجيه الملامة على جلودهم لأنها حاوية لجميع الحواس والجوارح وبهذا يظهر وجه الاقتصار على شهادة السمع والأبصار والجلود هنا بخلف آية سورة النور ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعلمون ) لأن آية النور تصف الذين يرمون المحصنات وهم الذين اختلقوا تهمة الإفك ومشوا في المجامع يشيعونها بين الناس ويشيرون بأيديهم إلى من اتهموه إفكا .
وغنما قالوا لجلودهم ( لم شهدتم علينا ) دون أن يقلوه لسمعهم وأبصارهم لأن الجلود مواجهة لهم يتوجهون إليها بالملامة .
A E وإجراء ضمائر السمع والبصر والجلود بصيغتي ضمير جمع العقلاء لأن التحاور معها صيرها بحالة العقلاء يومئذ . ومن غريب التفسير قول من زعموا أن الجلود أريد بها الفروج ونسب هذا للسدى والفراء وهو تعنت في محمل الآية لا داعي إليه بحال وعلى هذا التفسير بنى أحمد الجرجاني في كتاب كنايات الأدباء فعد الجلود من الكنايات عن الفروج وعزاه لأهل التفسير فجازف في التعبير .
والاستفهام في قولهم ( لم شهدتم علينا ) مستعمل في الملامة وهم يحسبون أن جلودهم لكونها جزءا منهم لا يحق لهم شهادتها عليهم لأنها تجر العذاب إليها .
واستعمال الاستفهام عن العلة في معرض التوبيخ كثير كقوله تعالى ( فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم ) .
وقول الجلود ( أنطقنا الله ) اعتذار بأن الشهادة جرت منها بغير اختيار