وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قريناكم فعجلنا قراكم ... قبيل الصبح مرداة طحونا والإذاقة : تخييل من ملائمات الطعام المشبه به .
والخزي : الذل . وإضافة ( عذاب ) إلى ( الخزي ) من إضافة الموصوف إلى الصفة بدليل مقابلته بقوله ( ولعذاب الآخرة أخزى ) أي أشد إخزاء من إخزاء عذاب الدنيا وذلك باعتبار أن الخزي وصف للعذاب من باب الوصف بالمصدر أو اسم المصدر للمبالغة في كون ذلك العذاب مخزيا للذي يعذب به .
ومعنى كون العذاب مخزيا : أنه سبب خزي فوصف العذاب بأنه خزي بمعنى مخز من باب المجاز العقلي ويقدر قبل الإضافة : لنذيقهم عذابا خزيا أي مخزيا فلما أريدت إضافة الموصوف إلى صفته قيل : عذاب الخزي للمبالغة أيضا لأن إضافة الموصوف إلى الصفة مبالغة في الاتصاف حتى جعلت الصفة بمنزلة شخص آخر يضاف إليه الموصوف وهو قريب من محسن التجريد فحصلت مبالغتان في قوله ( عذاب الخزي ) مبالغة الوصف بالمصدر ومبالغة إضافة الموصوف إلى الصفة .
وجملة ( ولعذاب الآخرة أخزى ) احتراس لئلا يحسب السامعون أ حظ أولئك من العقاب هو عذاب الإهلاك بالريح فعئف عليه الإخبار بأن عذاب الآخرة أخزى أي لهم ولكل من عذب عذابا في الدنيا لغضب الله عليه .
وأخزى : اسم تفضيل جرى على غير قياس وقياسه أن يقال : أشد إخزاء لأنه لا يقال : خزاه بمعنى أخزاه أي أهانه ومثل هذا في صوغ اسم التفضيل كثير في الاستعمال .
وجملة ( وهم لا ينصرون ) تذييل أي لا ينصرهم من يدافع العذاب عنهم ولا من يشفع لهم ولا من يخرجهم منه بعد مهلة .
( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون [ 17 ] ) بقية التفصيل الذي في قوله ( فأما عاد فاستكبروا ) .
ولما كان الأمتين واحدا في عدم قبول الإرشاد من جانب الله تعالى كما أشار إليه قوله تعالى ( قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة ) كان الإخبار عن ثمود بأن الله هداهم مقتضيا أنه هدى عادا مثل ما هدى ثمود وأن عادا استحبوا العمى على الهدى مثل ما استحبت ثمود .
والمعنى : وأما ثمود فهديناهم هداية إرشاد برسولنا إليهم وتأييده بآية الناقة التي أخرجها لهم من الأرض .
فالمراد بالهداية هنا : الإرشاد التكليفي وهي غير ما في قوله ( ومن يهد الله فما له من مضل ) فإن تلك الهداية التكوينية لمقابلته بقوله ( ومن يضلل الله فما له من هاد ) .
واستحبوا العمى معناها : أحبوا فالسين والتاء للمبالغة مثلهما في قوله ( فاستكبروا في الأرض بغير الحق ) أي كان العمى محبوبا لهم .
والعمى : هنا مستعار للضلال في الرأي أي اختاروا الضلال بكسبهم . وضمن ( استحبوا ) معنى : فضلوا وهيأ لهذا التضمين اقترانه بالسين والتاء للمبالغة لأن المبالغة في المحبة تستلزم التفضيل على بقية المحبوبات فلذلك عدي ( استحبوا ) بحرف ( على ) أي رجحوا باختيارهم . وتعليق ( على الهدى ) بفعل ( استحبوا ) لتضمينه معنى : فضلوا وآثروا .
وفرع عليه ( فأخذتهم صاعقة العذاب الهون ) وكان العقاب مناسبا للجرم لأنهم استحبوا الضلال الذي هو مثل العمى فمن يستحبه فشأنه أن يحب العمى فكان جزاؤهم بالصاعقة لأنها تعمي أبصارهم في حين تهلكهم قال تعالى ( يكاد البرق يخطف أبصارهم ) .
والأخذ : مستعار للإصابة المهلكة لأنها اتصال بالمهلك يزيله من الحياة فكأنه أخذ باليد .
A E والصاعقة : الصيحة التي تنشأ في كهربائية السحاب الحامل للماء فتنقدح منها نار تهلك ما تصيبه . وإضافة ( صاعقة ) إلى ( العذاب ) لدلالة على أنها صاعقة تعرف بطريق الإضافة إذ لا يعرف بها إلا ما تضاف إليه أي صاعقة خارقة لمعتاد الصواعق فهي صاعقة مسخرة من الله لعذاب ثمود فإن أصل معنى الإضافة أنها بتقدير لام الاختصاص فتعريف المضاف لا طريق له إلا بيان اختصاصه بالمضاف إليه .
والعذاب هو : الإهلاك بالصعق ووصف ب ( الهون ) كما وصف العذاب بالخزي في قوله ( لنذيقهم عذاب الخزي ) أي العذاب الذي هو سبب الهون . والهون : الهوان وهو الذل ووجه كونه هونا أنه إهلاك فيه مذلة بيناه في مهلك عاد .
أي أخذتهم الصاعقة بسبب كسبهم في اختيارهم البقاء على الضلال بإعراضهم عن دعوة رسولهم وعن دلالة آياته