وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والوقر بفتح الواو : ثقل السمع وهو الصم وكأن اللغة أخذته من الوقر بكسر الواو وهو الحمل لأنه يثقل الدابة عن التحرك فأطلقوه على عدم تحرك السمع عند قرع الصوت المسموع وشاع ذلك حتى ساوى الحقيقة ففتحوا له الواو تفرقة بين الحقيقة والمجاز كما فرقوا بين العض الحقيقي وعظ الدهر بأن صيروا ضاده ظاء .
وقد تقدم ذكر الأكنة والوقر في قوله ( وجعلنا على قلوبهن أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ) في الأنعام وفي سورة الإسراء .
والحجاب : الساتر للمرئي من حائط أو ثوب . أطلقوا اسم الحجاب على ما يمنع نفوسهم أن يأخذوا بالدين الذي جاء به النبي A من كراهية دينه وتجافي تقلده بجامع أن الحجاب يحول بين الرائي والمرئي فلا ينظر أحدهما الآخر ولا يصل إليه ومرادهم البراءة منه .
مثل نبو قلوبهم عن تقبل الإسلام واعتقاده بحال ما هو في أكنة وعدم تأثر أسماعهم بدعوته بصم الآذان . وعدم التقارب بين ما هم عليه وما هو عليه بالحجاب الممدود بينه وبينهم فلا تلاقي ولا ترائي .
وقد جمعوا بين الحالات الثلاث في التمثيل للمبالغة في أنهم لا يقبلون ما يدعوهم إليه .
واجتلاب حرف ( من ) في قوله ( ومن بيننا وبينك حجاب ) لتقوية معنى الحجب بين الطرفين وتمكن لازمة الذي هو بعد المسافة التي بين الطرفين لأن ( من ) هذه زائدة لتأكيد مضمون الجملة .
وضمير ( بيننا ) عائد إلى ما عاد إليه ضميره ( أكثرهم ) .
A E وعطف ( وبينك ) تأكيد لأن واو العطف مغنية عنه وأكثر استعمال ( بين ) أن يكون معطوفا عليه مثله كقوله تعالى ( قال يا ليت بيني وبينك بع المشرقين ) .
وقد جعل ابن مالك ( من ) الداخلة على ( قبل ) و ( بعد ) زائدة فيكون ( بين ) مقيسا على ( قبل ) و ( بعد ) لأن الجميع ظروف . وهذا القول المحكي عنهم في القرآن ب ( قالوا ) يحتمل أن يكون القرآن حكاه عنهم بالمعنى فجمع القرآن بإيجازه وبلاغته ما أطالوا به الجدال وأطنبوا في اللجاج ويحتمل بينهم وبين النبي A وهذا ظاهر ما في سيرة ابن إسحاق وزعم أنهم قالوه استهزاء وأن الله حكاه في سورة الكهف . .
ويحتمل أن يكونوا تلقفوه مما سمعوه في القرآن من وصف قلوبهم وسمعهم وتباعدهم كقوله ( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ) في سورة الإسراء فإن يورة الإسراء معدودة في النزول قبل سورة فصلت .
وكذلك قوله تعال ( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ) في سورة الإسراء أيضا فجمعوا ذلك وجادلوا به الرسول . فيكون ما في هذه الآية من البلاغة قد اقتبسوه من آيات أخرى .
قيل : إن قائلة أبو جهل في مجمع من قريش فلذلك أسند القول إليهم جميع لأنهم مشائعون له .
وقد جاء في حكاية أقوالهم ما فيه تفصيل ما يقابل ما ذكر قبله من صفات القرآن وهي ( تنزيل من الرحمان الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا ) فإن كونه تنزيلا من الرحمان الرحيم يستدعي تفهمه والانتفاع بما فيه فقوبل بقولهم ( قلوبنا في أكنة ما تدعونا إليه ) وكونه فصلت آياته يستدعي تلقيها والاستماع إليها فقوبل بقولهم ( في آذاننا وقر ) أي فلا نسمع تفصيليه وكونه قرآنا عربيا أشد إلزاما لهم بفهمه فقوبل ذلك بما يقطع هذه الحجة وهو ( من بيننا وبينك حجاب ) أي يصل كلامه إليهم ولا يتطرق جانبهم فهذه تفاصيل إعراضهم عن صفات القرآن .
وقولهم ( فاعمل إننا عاملون ) تفريع على تأييسهم الرسول من قبولهم دعوته وجعل قولهم هذا مقابل وصف القرآن بأنه بشير ونذير لظهور أنه تعين كونه نذيرا لهم بعذاب عظيم لأنهم أعرضوا فحكي ما فيه تصريحهم بأنهم لا يعبأون بنذارته فإن كان له أذى فليؤذهم به وهذا كقول فرعون ( ذروني أقتل موسى وليدع ربه ) .
وحذف مفعولا ( اعمل ) و ( عاملون ) ليعم كل ما يمكن عمله كل مع الآخر ما يناسبه .
والأمر في قوله ( فاعمل ) مستعمل في التسوية كقول عنترة بن الأخرس المعني : .
أطل حمل الشناءة لي وبغضي ... وعش ما شئت فانظر من تضير وكقوله تعالى ( اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير ) .
والخبر في قولهم ( إننا عاملون ) مستعمل في التهديد .
( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه )