وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( لقوم يعلمون ) صفة ل ( قرآنا ) ظرف مستقر أي كائنا لقوم يعلمون باعتبار ما أفاده قوله ( قرآنا عربيا ) من معنى وضوح الدلالة وسطوع الحجة أو يتعلق ( لقوم يعلمون ) بقوله ( تنزيل ) أو بقوله ( فصلت آياته ) على معنى أ فوائد تزيله وتفصيله لقوم يعلمون دون غيرهم فكأنه لم ينزل إلا لهم أي فلا بدع إذا أعرض عن فهمه المعاندون فإنهم قوم لا يعلمون وهذا كقوله تعالى ( وما تعني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ) وقوله ( وما يعقلها إلا العالمون ) وقوله ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) وقوله ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) .
والبشير : اسم للمبشر وهو المخبر بخبر يسر المخبر . والنذير : المخبر بأمر مخوف شبه القرآن بالبشير فيما اشتمل عليه من الآيات المبشرة للمؤمنين الصالحين وبالنذير فيما فيه من الوعيد للكافرين وأهل المعاصي فالكلام تشبيه بليغ . وليس ( بشيرا ) أو ( نذيرا ) اسمي فاعل لأنه لو أريد ذلك لقيل : مبشرا ومنذرا .
والجمع بين ( بشيرا ) على أنه حال ثانية من ( كتاب ) أو صفة ل ( قرآنا ) وصفة الحال في معنى الحال فالأولى كونه حالا ثانية .
A E وجيء بقوله ( نذيرا ) معطوفا بالواو للتنبيه على اختلاف موقع كل من الحالين فهو بشير لقوم وهم الذين اتبعوه ونذير لآخرين وهم المعرضون عنه وليس هو جامعا بين البشارة والنذارة لطائفة واحدة فالواو هنا كالواو في قوله ( ثيبات وأبكارا ) بعد قوله ( مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ) .
وتفريغ ( فأعرض أكثرهم ) على ما ذكر من صفات القرآن . وضمير ( أكثرهم ) عائد إلى معلوم من المقام وهم المشركون كما هي عادة القرآن في غير موضع .
والمعنى : فأعرض أكثر هؤلاء عما في القرآن من الهدى فلم يهتدوا ومن البشارة فلم يعنوا بها ومن النذارة فلم يحذروها فكانوا في أشد الحماقة إذ لم يعنوا بخير ولا حذروا الشر فلم يأخذوا بالحيطة لأنفسهم وليس عائدا ل ( قوم يعلمون ) لأن الذين يعلمون لا يعرض أحد منهم .
والفاء في قوله ( فهم لا يسمعون ) للتفريغ على الإعراض أي فهم لا يلقون أسماعهم للقرآن فضلا عن تدبره وهذا إجمال لإعراضهم .
وتقديم المسند إليه على المسند الفعلي في ( فهم لا يسمعون ) دون أن يقول : فلا يسمعون لإفادة تقوي الحم وتأكيده .
( وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون [ 5 ] ) عطف ( وقالوا ) على ( فأعرض ) أو حال من ( أكثرهم ) أو عطف على ( لا يسمعون ) أو حال من ضميره والمعنى : أنهم أعرضوا مصرحين بقلة الاكتراث وبالانتصاب للجفاء والعداء .
وهذا تفصيل للأعراض عما وصف به القرآن من الصفات التي شأنها أن تقربهم إلى تلقيه لا أن يبعدوا ويعرضوا وقد جاء بالتفصيل بأقوالهم التي حرمتهم من الانتفاع بالقرآن واحدا واحدا كما ستعلمه .
والمراد بالقلوب : العقول حكي بمصطلح كلامهم قولهم إذ يطلقون القلب على العقل .
والأكنة : جمع كنان مثل : غطاء وأغطية وزنا ومعنى أثبتت لقلوبهم أغطية على طريقة التخييل وشبهت القلوب بالأشياء المغطاة على طريقة الاستعارة المكنية . ووجه الشبه حيلولة وصول الدعوة إلى عقولهم كما يحول الغطاء والغلاف دون تناول ما تحته .
وما يدعوهم إليه يعم كل ما دعاهم إليه من المدلولات وأدلتها ومنها دلالة معجزة القرآن وما تتضمنه من دلالة أمية الرسول A من نحو قوله تعالى ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك ) .
وجعلت القلوب في أكنة لإفادة حرف ( في ) معنى إحاطة الظرف بالمظروف . وكذلك جعل الوقر في القلوب لإفادة تغلغله في إدراكهم .
و ( من ) في قوله ( مما تدعونا إليه ) بمعنى ( عن ) مثل قوله تعالى ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) وقوله ( قد كنا في غفلة من هذا ) والمعنى : قلوبنا في أكنة فهي بعيدة عما تدعونا إليه لا ينفذ إليها