وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( تنزيل من الرحمن الرحيم [ 2 ] كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون [ 3 ] بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون [ 4 ] ) افتتح الكلام باسم نكرة لما في التنكير من التعظيم . والوجه أن يكون ( تنزيل ) مبتدأ سوغ الابتداء به ما في التنكير من معنى التعظيم فكانت بذلك كالموصوفة وقوله ( من الرحمان الرحيم ) خبر عنه . وقوله ( كتاب ) بدل من ( تنزيل ) فحصل من المعنى : أن التنزيل من الله كتاب وأن صفته فصلت آياته موسوما بكونه قرآنا عربيا فحصل من هذا الأسلوب أن القرآن منزل من الرحمان الرحيم مفصلا عربيا .
ولك أن تجعل قوله ( من الرحمان الرحيم ) في موضع الصفة للمبتدأ وتجعل قوله ( كتاب ) خبر المبتدأ وعلى التقديرين هو أسلوب فخم وقد مضى مثله في قوله تعالى ( ا ل م ص كتاب أنزل إليك ) .
والمراد : أنه منزل فالمصدر بمعنى المفعول كقوله ( وأنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين ) وهو مبالغة في كونه فعل الله تنزيله تحقيقا لكونه موحى به وليس منقولا من صحف الأولين .
وتنكير ( تنزيل ) و ( كتاب ) لإفادة التعظيم .
A E والكتاب : اسم لمجموع حروف دالة على ألفاظ مفيدة وسمي القرآن كتابا لأن الله أوحى بألفاظه وأمر رسوله A بأن يكتب ما أحي إليه ولذلك اتخذ الرسول A كتابا يكتبون له كل ما ينزل عليه من القرآن .
وإيثار الصفتين ( الرحمان الرحيم ) على غيرهما من الصفات العلية للإيماء إلى أن هذا التنزيل رحمة من الله بعباده ليخرجهم من الظلمات إلى النور كقوله تعالى ( فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة ) وقوله تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) وقوله ( أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ) .
والجمع بين صفتي ( الرحمان الرحيم ) للإيماء إلى أن الرحمة صفة ذاتية لله تعالى وأن متعلقها منتشر في المخلوقات كما تقدم في أول سورة الفاتحة والبسملة .
وفي ذلك إيماء إلى استحماق الذين أعرضوا عن الاهتداء بهذا الكتاب بأنهم أعرضوا عن رحمة وأن الذين اهتدوا به هم أهل المرحمة لقوله بعد ذلك ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى ) .
ومعنى ( فصلت آياته ) بينت والتفصيل : التبيين والإخلاء من الالتباس .
والمراد : أن آيات القرآن واضحة الأغراض لا تلتبس إلا على مكابر في دلالة كل آية على المقصود منها وفي مواقعها وتمييز بعضها عن بعض في المعنى باختلاف فنون المعاني التي تشتمل عليها وقد تقدم في طالعة سورة هود .
ومن كمال تفصيله أنه كان بلغة كثيرة المعاني واسعة الأفنان فصيحة الألفاظ فكانت سالمة من الالتباس الدلالة وانغلاق الألفاظ مع وفرة المعاني غير المتنافية في قلة التراكيب فكان وصفه بأنه عربي من مكملات الإخبار عنه بالتفصيل . وقد تكرر التنويه بالقرآن من هذه الجهة كقوله ( بلسان عربي مبين ) ولهذا فرع عليه ذم الذين أعرضوا عنه بقوله هنا ( فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون ) وقوله هنالك ( كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم ) .
والقرآن : الكلام المقروء المتلو . وكونه قرآنا من صفات كماله وهو أنه سهل الحفظ سهل التلاوة كما قال تعالى ( ولقد يسرنا القرآن للذكر ) ولذلك كان شأن الرسول A حفظ القرآن عن ظهر قلب وكان شأن المسلمين اقتداء به في ذلك على حسب الهمم والمكنات وكان النبي A يشير إلى تفضيل المؤمنين بما عندهم من القرآن .
وكان يوم أحد يقدم في لحد شهدائه من كان أكثرهم أخذا للقرآن تنبيها على فضل حفظ القرآن زيادة على فضل تلك الشهادة .
وانتصب ( قرآنا ) على النعت المقطوع للاختصاص بالمدح وإلا لكان مرفوعا على أنه خبر ثالث أو صفة للخبر الثاني فقوله ( قرآنا ) مقصود بالذكر للإشارة إلى هذه الخصوصية التي اختص بها من بين سائر الكتب الدينية ولولا ذلك لقال : كتاب فصلت آياته عربي كما قال في سورة الشعراء ( بلسان عربي مبين ) .
ولك أن تجعله منصوبا على حال