وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومعنى قوله : ثم قرأ هذه الآية نزلت قبل ذلك لأنها مما نزل مما نزل بمكة . والحبر من أحبار يهود المدينة وقول الراوي : تصديقا لقول الحبر مدرج في الحديث من فهم الراوي كما جزم أبو العباس القرطبي في كتابه " المفهم على صحيح مسلم " وقال الخطابي روى هذا الحديث غير واحد عن عبد الله بن مسعود من طريق عبيدة فلم يذكروا قوله تصديقا لقول الحبر ولعله من الراوي ظن وحسبان . اه أي فهو من إدراج إبراهيم النخعي راوية عن عبيدة . وإنما كان ضحك النبي A استهزاء بالحبر في ظنه أن الله يفعل ذلك حقيقة وأن له يدا وأصابع حسب اعتقاد اليهود التجسيم ولذلك أعقبه بقراءة ( وما قدروا الله حق قدره ) لأن افتتاحها يشتمل على إبطال ما توهمه الحبر ونظراؤه من الجسمية وذلك معروف من اعتقادهم وقد رده القرآن عليهم غير مرة مما هو معلوم فلم يحتج النبي A إلى التصريح بإبطاله واكتفى بالإشارة التي يفهمها المؤمنون ثم أشار إلى أن ما توهمه اليهودي توزيعا على الأصابع إنما هو مجاز عن الأخذ والتصرف .
وفي بعض روايات الحديث فنزل قوله تعالى ( وما قدروا الله حق قدره ) وهو وهم من بعض رواته وكيف وهذه مكية وقصة الحبر مدنية .
وجملة ( سبحان وتعالى عما يشركون ) إنشاء تنزيه لله تعالى عن إشراك المشركين له آلهة وهو يؤكد جملة ( وما قدروا الله حق قدره ) .
( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون [ 68 ] ) انتقال من إجمال عظمة القدرة يوم القيامة إلى تفصيلها لما فيه تهويل وتمثيل لمجموع الأحوال يومئذ مما ينذر الكافر ويبشر المؤمن . ويذكر بإقامة العدل والحق ثم تمثيل إزجاء المشركين إلى جهنم وسوق المؤمنين إلى الجنة .
فالجملة من عطف القصة على القصة ومناسبة العطف ظاهرة وعبر بالماضي في قوله ( ونفخ ) وقوله ( فصعق ) مجازا لأنه محقق الوقوع مثل قوله ( أتى أمر الله ) ويجوز أن تكون الواو للحال بتقدير ( قد ) أي والحال قد نفخ في الصور فتكون صيغة الماضي في فعلي ( نفخ وصعق ) مستعملة في حقيقتها .
وابتدئت الجملة بحديث النفخ في الصور إذ هو ميقات يوم القيامة وما يتقدمه من موت كل حي على وجه الأرض . وتكرر ذكره في القرآن والسنة .
والصور : بوق ينادى به العبيد المتفرق مثل الجيش ومثل النداء للصلاة فقد كان اليهود ينادون به : للصلاة الجامعة كما جاء في حديث بدء الأذان في الإسلام . والمراد به هنا نداء الخلق لحضور الحشر أحيائهم وأمواتهم وتقدم عند قوله ( يوم ينفخ في الصور ) في الأنعام . وهو علامة لأمر التكوين فالأحياء يصعقون فيموتون ( كما يموت المفزوع ) بالنفخة الأولى والأموات يصعقون اضطرابا تدب بسببه فيهم الحياة فيكونون مستعدين لقبول الحياة فإذا نفخت النفخة الثانية حلت الأرواح في الأجساد المخلوقة لهم على مثال ما بلي من أجسادهم التي بليت أو حلت الأرواح في الأجساد التي لم تزل باقية غير بالية كأجساد الذين صعقوا عند النفخة الأولى ويجوز أن يكون بين النفختين زمن تبلى فيه الأجساد .
والاستثناء من اسم الموصول الأول أي إلا من أراد الله عدم صعقة وهم الملائكة والأرواح وتقدم في سورة النمل ( ونفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض ) .
و ( ثم ) تؤذن بتراخي الرتبة لأنها عاطفة جملة ويجوز أن تفيد مع ذلك المهلة المناسبة لما بين النفختين . و ( أخرى ) صفة لمحذوف أي نفخة أخرى وهي نفخة مخالف تأثيرها لتأثير النفخة الأولى لأن الأولى نفخة إهلاك وصعق والثانية نفخة إحياء وذلك باختلاف الصوتين أو باختلاف أمري التكوين .
وإنما ذكرت النفخة الثانية في هذه الآية ولم تذكر في قوله في سورة النمل ( ونفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل آتوه داخرين ) لأن تلك في غرض الموعظة بفناء الدنيا وهذه الآية في غرض عظمة شأن الله يوم القيامة وكذلك وصف النفخة بالوحدة في سورة الحاقة ( فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة فيومئذ وقعت الواقعة ) وذكرت هنا نفختان .
A E