وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( حق قدره ) من إضافة الصفة إلى الموصوف أي ما قدروا الله قدره الحق فانتصب ( حق ) على النيابة عن المفعول المطلق المبين للنوع وتقدم نظير هذا في سورة الأنعام .
وجميع : أصله اسم مفعول مثل قتيل قال لبيد : .
عريت وكان بها الجميع فأبكروا ... منها وغودر نؤيها وثمامها وبذلك استعمل توكيدا مثل " كل " و " أجمع " قال تعالى ( يوم يبعثهم الله جميعا ) في سورة المجادلة . وقد وقع ( جميعا ) هنا حالا من ( الأرض ) واسم ( الأرض ) مؤنث فكان تجريد ( جميع ) من علامة التأنيث جريا على الوجه الغالب في جريان فعيل بمعنى مفعول على موصوفه وقد تلحقه علامة التأنيث كقول امرئ القيس : .
فلو أنها نفس تموت جميعة ... ولكنها نفس تساقط أنفسا وانتصب ( جميعا ) هنا على الحال من ( الأرض ) وتقدم نظيره آنفا في قوله ( قل لله الشفاعة جميعا ) .
والقبضة بفتح القاف المرة من القبض وتقدم في قوله ( فقبضت قبضة من أثر الرسول ) في سورة طه .
والإخبار عن الأرض بهذا المصدر الذي هو بمعنى المفعول كالخلق بمعنى المخلوق للمبالغة في الاتصاف بالمعنى المصدري وإنما صيغ لها وزن المرة تحقيرا لها في جانب عظمة ملك الله تعالى وإنما لم يجأ بها مضمومة القاف بمعنى الشيء المقبوض لا تصرف له ولا تحرك .
وهذا إيماء إلى تعطيل حركة الأرض وانقماع مظاهرها إذ تصبح في عالم الآخرة شيئا موجودا لا عمل له وذلك بزوال نظام الجاذبية وانقراض أسباب الحياة التي كانت تمد الموجودات الحية على سطح الأرض من حيوان ونبات .
وطي السماوات : استعارة مكنية لتشويش تنسيقها واختلال أبعاد أجرامها فإن الطي رد ولف بعض شقق الثوب أو الورق على بعض بعد أن كانت مبسوطة منتشرة على نسق مناسب للمقصود من نشره فإذا انتهى المقصود طوي المنشور قال تعالى ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب كما بدأنا أول خلق نعيده ) .
وإثبات الطي تخييل .
والباء في ( بيمينه ) للآلة والسببية .
واليمين : وصف لليد ولا يد هنا وإنما هي كناية عن القدرة لأن العمل يكون باليد اليمين قال الشاعر أشده الفراء والمبرد قال القرطبي : .
ولما رأيت الشمس أشرق نورها ... تناولت منها حاجتي بيمين أي بقدرة . وضمير ( منها ) يعود على مذكور في أبيات قبله .
والمقصود من هاتين الجملتين تمثيل عظمة الله تعالى بحال من أخذ الأرض في قبضته ومن كانت لسماوات مطوية أفلاكها وآفاقها بيده تشبيه المعقول بالمتخيل وهي تمثيلية تنحل أجزاؤها إلى استعارتين وفيها دلالة على أن الأرض والسماوات باقية غير مضمحلة ولكن نظامها المعهود اعتراه تعطيل وفي الصحيح عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله A يقول " يقبض الله الأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض " . وعن عبد الله ابن مسعود قال : جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله A فقال : يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع . فيقول أنا الملك فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله A ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) .
A E