وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( إذ جاءه ) متعلق ب ( كذب ) و ( إذ ) ظرف زمن ماض وهو مشعر بالمقارنة بين الزمن الذي تدل عليه الجملة المضاف إليها وحصول متعلقة فقوله ( إذ جاءه ) يدل على أنه كذب بالحق بمجرد بلوغه إياه بدون مهلة أي بادر بالتكذيب بالحق عند بلوغه إياه من غير وقفة لإعمال رؤية ولا اهتمام بميز بين حق وباطل .
وجملة ( أليس في جهنم مثوى للكافرين ) مبينة لمضمون جملة ( فمن أظلم ممن كذب على الله ) أي أن ظلمهم أوجب أن يكون مثواهم في جهنم .
والاستفهام تقريري وإنما وجه الاستفهام إلى نفي مل المقصود التقرير به جريا على الغالب في الاستفهام التقريري وهي طريقة إرخاء العنان للمقرر بحيث يفتح له باب الإنكار علما من المتكلم بأن المخاطب لا يسعه الإنكار فلا يلبث أن يقر بالإثبات .
ويجوز أن يكون الاستفهام إنكاريا ردا لاعتقادهم أنهم ناجون من النار الدال عليه تصميمهم على الإعراض عن التدبر في دعوة القرآن .
والكافرون : هم الذين كفروا بالله فأثبتوا له الشركاء أو كذبوا الرسل بعد ظهور دلالة صدقهم والتعريف في ( الكافرين ) للجنس المفيد للاستغراق فشمل الكافرين المتحدث عنهم شمولا أوليا .
وتكون الجملة مفيدة للتذييل أيضا ويكون اقتضاء مصير الكافرين المتحدث عنهم إلى النار ثابتا بشبه الدليل الذي يعم مصير جميع الجنس الذي هم من أصنافه .
وليس في الكلام إظهار في مقام الإضمار .
والمثوى : اسم مكان الثواء وهو القرار فالمثوى المقر .
( والذي جاء بالصدق به أولئك هم المتقون [ 33 ] لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاؤا المحسنين [ 34 ] ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون [ 35 ] ) الذي جاء بالصدق هو محمد رسول الله A .
والصدق : القرآن كما تقدم آنفا في قوله ( وكذب بالصدق إذ جاءه ) .
A E وجملة ( وصدق به ) صلة كما موصول محذوف تقديره : والذي صدق به لأن المصدق غير الذي جاء بالصدق والقرينة ظاهرة لأن الذي صدق غير الذي جاء بالصدق فالعطف عطف جملة كاملة وليس عطف جملة صلة .
وضمير ( به ) يجوز أن يعود على ( الصدق ) ويجوز أن يعود على الذي ( جاء بالصدق ) والتصديق بكليهما متلازم وإذ قد كان المصدقون بالقرآن أو بالنبي A من ثبت له هذا الوصف كان مرادا به أصحاب محمد A وهم جماعة فلا تقع صفتهم صلة ل ( الذي ) لأن أصله للمفرد فتعين تأويله بفريق وقرينته ( أولئك هم المتقون ) وإنما أفرد عائد الموصول في قوله ( وصدق ) رعيا للفظ ( الذي ) وذلك كله من الإيجاز .
وروى الطبري بسنده إلى علي بن أبي طالب أنه قال : الذي جاء بالصدق محمد A والذي صدق به أبو بكر وقاله الكلبي وأبو العالية ومحمله على أن أبا بكر أول من صدق النبي A .
وجملة ( أولئك هم المتقون ) خبر عن اسم الموصول .
وجيء باسم الإشارة للعناية بتمييزهم أكمل تمييز .
وضمير الفصل في قوله ( هم المتقون ) يفيد قصر جنس المتقين على ( الذي جاء بالصدق وصدق به ) لأنه لا متقي يومئذ غير الرسول A وأصحابه وكلهم متقون لأن المؤمنين بالنبي A لما أشرقت على نفوسهم أنوار الرسول A تطهرت ضمائرهم من كل سيئة فكانوا محظوظين من الله بالتقوى قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) .
والمعنى : أولئك هم الذين تحقق فيهم ما أريد من إنزال القرآن الذي أشير إليه في قوله ( لعلهم يتقون ) .
وجملة ( لهم ما يشاءون عند ربهم ) مستأنفة استئنافا بيانيا لأنهم لما قصر عليهم جنس المتقين كان ذلك مشعرا بمزية عظيمة فكان يقتضي أن يسأل السامع عن جزاء هذه المزية فبين له أن لهم ما يشاءون عند الله .
و ( ما يشاءون ) هو ما يريدون ويتمنون أي يعطيهم الله ما يطلبون في الجنة