وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمراد بالميت : الصائر إلى الموت فهو من استعمال الوصف فيمن سيتصف به في المستقبل تنبيها على تحقيق وقوعه مثل استعمال اسم الفاعل في المستقبل كقوله تعالى ( إني جاعل في الأرض خليفة ) .
والميت : هو من اتصف بالموت أي زالت عنه الحياة ومثله : : الميت بتخفيف السكون على الياء والتحقيق أنه لا فرق بينهما خلافا للكسائي والفراء .
وتأكيد جملة ( إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) لرد إنكار المشركين البعث . وتقديم ( عند ربكم ) على ( تختصمون ) للاهتمام ورعاية الفاصلة .
والاختصام : كناية عن الحكم بينهم أي يحكم بينهم فيما اختصمتم فيه في الدنيا من إثبات المشركين آلهة وإبطالهم ذلك فهو كقوله تعالى ( إن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ) .
ويجوز أن يكون الاختصام أطلق على حكاية ما وقع بينهم في الدنيا حين تعرض أعمالهم كما يقال : هذا تخاصم فلان وفلان في طالع محضر خصومة ومقاولة بينهما يقرأ بين يدي القاضي .
ويجوز أن تصور خصومة بين الفريقين يومئذ ليفتضح المبطلون ويبهج أهل الحق على نحو ما قال تعالى ( إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ) .
وعلى الوجه الأول فضمير ( إنكم ) عائد إلى مجموع ما عاد إليه ضمير ( إنك ) و ( إنهم ) .
وعلى الوجهين الأخيرين يجوز أن يكون الضمير كما في الوجه الأول . ويجوز أن يكون عائدا إلى جميع الأمة وهو اختصام الظلامات وقد ورد تأويل الضمير على هذا المعنى فيما رواه النسائي وغيره عن عبد الله بن عمر قال " لما نزلت هذه الآية قلنا : كيف نختصم ونحن أخوان فلما قتل عثمان وضرب بعضنا وجه بعض بالسيف قلنا : هذا الخصام الذي وعدنا ربنا " . وروى سعيد بن منصور عن أبي سعيد الخدري مثل مقالة ابن عمر ولكن أبي سعيد قال " فلما كان يوم صفين وشد بعضنا على بعض بالسيوف قلنا : نعم هو ذا " . وسواء شملت الآية هذه تخاصم أهل الإيمان وأهل الشرك .
( فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين [ 32 ] ) A E أفادت الفاء تفريع ما بعدها على ما قبلها تفريع القضاء عن الخصومة التي في قوله ( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) إذ علمت أن الاختصام كني به عن الحكم بينهم فيما خالفوا فيه وأنكروه والمعنى : يقضي بينكم يوم القيامة فيكون القضاء على من كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه إذ هو الذي لا أظلم منه أي فيكون القضاء على المشركين إذ كذبوا على الله بنسبة الشركاء إليه والبنات وكذبوا بالصدق ( من كذب على الله ) الفريق الذين في قوله ( وإنهم ميتون ) وهم المعنيون في قوله تعالى ( وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون ) .
وقد كني عن كونهم مدينين بتحقيق أنهم أظلم لأن من العدل أن لا يقر الظالم على ظلمه فإذا وصف الخصم بأنه ظالم علم أنه محكوم عليه كما قال تعالى حكاية عن داود ( قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ) .
وقد عدل عن صوغ الحكم عليهم بصيغة الإخبار إلى صوغه في صورة الاستفهام للإيماء إلى أن السامع لا يسعه إلا الجواب بأنهم أظلم .
فالاستفهام مستعمل مجازا مرسلا أو كناية مراد به أنهم أظلم الظالمين وأنه لا ظالم أظلم نهم فآل معناه إلى نفي أن يكون فريق أظلم منهم فإنهم أتوا أصنافا من الظلم العظيم : ظلم الاعتداء على حرمة الرب بالكذب في صفاته إذ زعموا أن له شركاء في الربوبية والكذب عليه بادعاء أنه أمرهم بما هم عليه من الباطل وظلم الرسول A بتكذيبه وظلم القرآن بنسبته إلى الباطل وظلم المؤمنين بالأذى وظلم حقائق العالم بقلبها وإفسادها وظلم أنفسهم بإقحامها في العذاب الخالد .
وعدل عن الإتيان بضميرهم إلى الإتيان بالموصول لما في الصلة من الإيماء إلى وجه كونهم أظلم الناس .
وإنما اقتصر في التعليل على أنهم كذبوا على الله وكذبوا بالصدق لأن هذين الكذبين هما جماع ما أتوا به من الظلم المذكور ىنفا .
والصدق : ضد الكذب .
والمراد بالصدق القرآن الذي جاء به النبي A ومجيء الصدق إليهم : بلوغه إياهم أي سماعهم إياه وفهمهم فإنه بلسانهم وجاء بأفصح بيان بحيث لا يعرض عنه إلا مكابر مؤثر حظوظ الشهوة والباطل على حظوظ الإنصاف والنجاة .
وفي الجمع بين كلمة ( الصدق ) وفعل ( كذب ) محسن الطباق