وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وإسناد ضرب المثل إلى الله لأنه كون نظمه بدون واسطة ثم أوحى به إلى رسوله A فالقرآن كله من جعل الله سواء في ذلك أمثاله وغيرها وهو كله مأمور رسوله A بتبليغه فكأنه قال له : ضرب الله مثلا فاضربه للناس وبينه لهم إذ المقصود من ضرب هذا المثل محاجة المشركين وتبكيتهم به في كشف سوء حالتهم في الإشراك إذ مقتضى الظاهر أن يجري الكلام على طريقة نظائره كقوله ( واضرب لهم مثلا أصحاب القرية ) وكذلك ما تقدم من الأمر في نحو قوله ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) ( قل يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم ) ( قل إني أمرت أن أعبد الله ) ( قل الله أعبد ) ( قل إن الخاسرين ) ( فبشر عبادي ) .
وقد يتطلب وجهه التفرقة بين ما صيغ بصيغة الخبر وما صيغ بصيغة الطلب فنفرق بين الصنفين بأن ما صيغ بصيغة الخبر كان في مقام أهم لأنه إما تمثيل لإبطال الإشراك وإما لوعيد المشركين وإما لنحو ذلك خلافا لما صيغ بصيغة الخبر فإنه كائن في مقام العبرة والموعظة للمسلمين أو أهل الكتاب وهذا ما أشرنا إليه إجمالا في سورة النحل .
وقوله ( رجلا فيه شركاء ) وما بعده في موضع البيان ل ( مثلا ) .
وجعل الممثل به حالة رجل ليس للاحتراز عن امرأة أو طفل ولكن لأن الرجل هو الذي يسبق إلى أذهان الناس في المخاطبات والحكايات ولأن ما يراد من الرجال من الأعمال أكثر مما يراد من المرأة والصبي ولأن الرجل أشد شعورا بما هو فيه من الدعة أو الكد وأما المرأة والصبي فقد يغفلان ويلهيان .
وجملة ( فيه شركاء ) نعت ل ( رجلا ) وتقديم المجرور على ( شركاء ) لأن خبر النكرة يحسن تقديمه عليها إذا وصفت فإذا لم توصف وجب تقديم الخبر لكراهة الابتداء بالنكرة .
ومعنى ( فيه شركاء ) : في ملكه شركاء .
والتشاكس : شدة الاختلاف وشدة الاختلاف في الرجل الاختلاف في استخدامه وتوجيهه .
A E وقرأ الجمهور ( سلما ) بفتح السين وفتح اللام بعدها ميم وهو اسم مصدر : سلم له إذا خلص . وقرأه ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ( سالما ) بصيغة اسم الفاعل وهو من : سلم إذا خلص واختار هذه القراءة أبو عبيد ولا وجه له والحق أنهما سواء كما أيده النحاس وأبو حاتم والمعنى : أنه لا شركة فيه للرجل .
وهذا تمثيل لحال المشرك في تقسم عقله بين آلهة كثيرين فهو في حيرة وشك من رضى بعضهم عنه وغضب بعض وفي تردد عبادته إن أرضى بها أحد آلهته لعله يغضب بها ضده فرغباتهم مختلفة وبعض القبائل أولى ببعض الأصنام من بعض قال تعالى ( ولعلا بعضهم على بعض ) ويبقى هو ضائعا لا يدري على أيهم يعتمد فوهمه شعاع وقلبه أوزاع بحال مملوك اشترك فيه مالكون لا يخلون من أن يكون بينهم اختلاف وتنازع فهم يتعاورونه في مهن شتى ويتدافعونه في حوائجهم فهو حيران في إرضائهم تعبان في أداء حقوقهم لا يستقل لحظة ولا يتمكن من استراحة .
ويقابله تمثيل حال المسلم الموحد يقوم بما كلفه ربه عارفا بمرضاته مؤملا رضاه وجزاءه مستقر البال بحال العبد المملوك الخالص لمالك واحد قد عرف مراد مولاه وعلم ما أوجبه عليه ففهمه واحد وقلبه مجتمع .
وكذلك الحال في كل متبع حق ومتبع باطل فإن الحق هو الموافق لما في الوجود والواقع والباطل مخالف لما في الواقع فمتبع الحق لا يعترضه ما يشوش عليه باله ولا ما يثقل عليه أعماله ومتبع الباطل يتعثر به في مزالق الخطى ويتخبط في أعماله بين تناقص وخطأ .
ثم قال ( هل يستويان مثلا ) أي هل يكونان هذان الرجلان المشبهان مستويين حالا بعد ما علمتم من اختلاف حالي المشبهين بهما .
والاستفهام في قوله ( هل يستويان ) يجوز أن يكون تقريريا ويجوز أن يكون إنكاريا وجيء فيه ب ( هل ) لتحقيق التقرير أو الإنكار .
وانتصب ( مثلا ) على التمييز لنسبة ( يستويان ) .
والمثل : الحال . والتقدير : هل يستوي حالاهما والاستواء يقتضي شيئين فأكثر وإنما أفرد التمييز المراد به الجنس وقد عرف التعدد من فاعل ( يستويان ) ولو أسند الفعل إلى ما وقع به التمييز لقيل : هل يستوي مثلاهما