وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكذلك شأن الأعراض النفسية أن تكون فاعلة ومنفعلة باختلاف المثار وما تتركه من الآثار لأنها علل ومعلولات بالاعتبار لا يتوقف وجود أحد الشيئين منهما على وجود الآخر التوقف المسمى بالدور المعي .
والمبين : الشديد الذي لا يخفى لشدته فالمبين كناية عن القوة والرسوخ فهو يبين للمتأمل أنه ضلال .
( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشبها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) استئناف بياني نشأ بمناسبة المضادة بين مضمون جملة ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) . ومضمون هذه الجملة هو أن القرآن يلين قلوب الذين يخشون ربهم لأن مضمون الجملة السابقة يثير سؤال سائل عن وجه قسوة قلوب الضالين من ذكر الله فكانت جملة ( الله نزل أحسن الحديث ) إلى قوله ( من هاد ) مبينة أن قساوة قلوب الضالين من سماع القرآن إنما هي لرين في قلوبهم وعقولهم لا لنقص في هدايته . وهذا كما قال تعالى في سورة البقرة ( هدى للمتقين ) ثم قال ( إن الذين كفروا سواء عليهم أانذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ) .
وهذه الجملة تكميل للتنويه بالقرآن المفتتح به غرض السورة وسيقفى بثناء آخر عند قوله ( ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون ) الآية ثم بقوله ( إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق ) ثم بقوله ( واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ) .
وافتتاح الجملة باسم الجلالة يؤذن بتفخيم أحسن الحديث المنزل بأن منزله هو أعظم عظيم ثم الإخبار عن اسم الجلالة بالخير الفعلي يدل على تقوية الحكم وتحقيقه على نحو قولهم : هو يعطي الجزيل ويفيد مع التقوية دلالة على الاختصاص أي اختصاص تنزيل الكتاب بالله تعالى والمعنى : الله نزل الكتاب لا غيره وضعه ففيه إثبات أنه منزل من عالم القدس وذلك أيضا كناية عن كونه وحيا من عند الله لا من وضع البشر .
فدلت الجملة على تقو واختصاص بالصراحة وعلى اختصاص بالكناية وإذ أخذ مفهوم القصر ومفهوم الكناية وهو المغاير لمنطوقهما كذلك يؤخذ مغاير التنزيل فعلا يليق بوضع البشر فالتقدير : لا غير الله وضعه ردا لقول المشركين : هو أساطير الأولين .
والتحقيق الذي درج عليه صاحب الكشاف في قوله تعالى ( الله يستهزئ بهم ) هو أن التقوى والاختصاص يجتمعان في إسناد الخبر الفعلي إلى المسند إليه ووافقه على ذلك شراح الكشاف .
A E ومفاد هذا التقديم على الخبر الفعلي فيه تحقيق لما تضمنته الإضافة من التعظيم لشأن المضاف في قوله تعالى ( من ذكر الله ) كما علمته آنفا فالمراد ب ( أحسن الحديث ) عين المراد ب " ذكر القرآن " عدل على ذكر ضميره لقصد إجراء الأوصاف الثلاثة عليه . وهي قوله " كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشعون ربهم " الخ فانتصب " كتابا " على الحال من ( أحسن الحديث ) أو على البدلية من ( أحسن الحديث ) وانتصب ( متشابها ) على أنه نعت ( كتابا ) .
الوصف الأول : أنه أحسن الحديث . أي أحسن الخبر والتعريف للجنس والحديث : الخبر سمي حديثا لأن شأن الأخبار أن يكون عن أمر حدث وجد . سمي القرآن حديثا باسم بعض ما أشتمل عليه من أخبار الأمم والوعد والوعيد .
وأما ما فيه من الإنشاء من أمر ونهي ونحوهما فأنه لما كان النبي A مبلغه للناس آل إلى أنه إخبار عن أمر الله ونهيه .
وقد سمي القرآن حديثا في مواضع كثيرة كقوله تعالى ( فبأي حديث بعده يؤمنون ) في سورة الأعراف وقوله ( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لو يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) في سورة الكهف .
ومعنى كون القرآن أحسن الحديث أنه أفضل الأخبار لأنه أشتمل على أفضل ما أشتمل عليه الأخبار من المعاني النافعة والجامعة لأصول الإيمان والتشريع والاستدلال والتنبيه على عظم العوالم والكائنات وعجائب تكوين الإنسان والعقل وبث الآداب واستدعاء العقول للنظر والاستدلال الحق ومن فصاحة ألفاظه وبلاغة معانيه البالغين حد الإعجاز ومن كونه مصدقا لما تقدمه من كتب الله ومهيمنا عليها . وفي إسناد إنزاله إلى الله استشهاد على حسنه حيث نزله العليم بنهاية محاسن الأخبار والذكر