وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

واللام في ( للإسلام ) لام العلة أي شرحه لأجل الإسلام أي لأجل قبوله .
وفرع على أن شرح الله صدره للإسلام قوله تعالى ( فهو على نور من ربه ) فالضمير عائد إلى ( من ) .
والنور : مستعار للهدى ووضوح الحق لأن النور به تنجلي الأشياء ويخرج المبصر من غياهب الضلالة وتردد اللبس بين الحقائق والأشباح .
واستعيرت ( على ) استعارة تبعية أو تمثيلية أو تمثيلية للتمكن من النور كما استعيرت في قوله تعالى ( أولئك على هدى من ربهم ) على الوجهين المقررين هنالك . و ( من ربه ) نعت لنور و ( من ) ابتدائية أي نور موصوف بأنه جاء به من عند الله فهو نور كامل لا تخالطه ظلمة وهو النور الذي أضيف إلى اسم الله في قوله ( يهدي الله لنوره من يشاء ) في سورة النور .
( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين [ 22 ] ) فرع على وصف حال من شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ما يدل على حال ضده وهو الذين لم يشرح الله صدورهم للإسلام فكانت لقلوبهم قساوة فطروا عليها فلا تسلك دعوة الخير إلى قلوبهم .
وأجمل سوء حالهم بما تدل عليه كلمة ( ويل ) من بلوغهم أقصى غايات الشقاوة والتعاسة وهذا تقدم تفصيل معانيه عند قوله تعالى ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ) في سورة البقرة .
والقاسي : المتصف بالقساوة في الحال وحقيقة القساوة : الغلظ والصلابة في الأجسام وقد تقدمت عند قوله تعالى ( فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) . وقسوة القلب : مستعارة لقلة تأثر العقل بما يسدى إلى صاحبه من المواعظ ونحوها ويقابل هذه الاستعارة استعارة اللين لسرعة التأثر بالنصائح ونحوها كما سيأتي في قوله تعالى ( ثم تلين جلودهم ) .
و ( من ) في قوله ( من ذكر الله ) يجوز أن تكون بمعنى ( عن ) بتضمين ( القاسية ) معنى المعرضة والنافرة وقد عد مرادف معنى ( عن ) من معاني ( من ) واستشهد له في مغني اللبيب بهذه الآية وبقوله تعالى ( لقد كنت في غفلة من هذا ) وفيه نظر لإمكان حملها على معنيين شائعين من معاني ( من ) وهما معنى التعليل في الآية الأولى كقولهم : سقاهم من الغيمة أي لأجل العطش قاله الزمخشري . وجعل المعنى : أن قسوة قلوبهم حصلت فيهم من أجل ذكر الله ومعنى الابتداء في الآية الثانية أي قست قلوبهم ابتداء من سماع ذكر الله .
A E والمراد بذكر الله القرآن وإضافته إلى الله زيادة تشريف له . والمعنى : أنهم إذا تليت آية اشمأزوا فتمكن الاشمئزاز منهم فقست قلوبهم .
وحاصل المنى : أن كفرهم يحملهم على كراهية ما يسمعونه من الدعوة إلى الإسلام بالقرآن فكلما سمعوه أعرضوا وعاندوا وتجددت كراهية الإسلام في قلوبهم حتى ترسخ تلك الكراهية في قلوبهم فتصير قلوبهم قاسية .
فكان القرآن أن سبب اطمئنان قلوب المؤمنين قال تعالى ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) . وكان سببا في قساوة قلوب الكافرين .
وسبب ذلك اختلاف القابلية فإن السبب الواحد تختلف آثاره وأفعاله باختلاف القابلية وإنما تعرف خصائص الأشياء باعتبار غالب آثارها في غالب المتأثرات فذكر الله سبب في لين القلوب وإشراقها إذا كانت القلوب سليمة من مرض العناد والمكابرة والكبر فإذا حل فيها هذا المرض صارت إذا ذكر الله عندها أشد مرضا مما كانت عليه .
وجملة ( أولئك في ضلال مبين ) مستأنفة استئنافا بيانيا لأن ما قبله من الحكم بأن قساوة قلوبهم من أجل أن يذكر الله عندهم يثير في نفس السامع أن يتساءل : كيف كان ذكر الله سبب قساوة قلوبهم ؟ فأفيد بأن سبب ذلك هو أنهم متمكنون من الضلالة منغمسون في حمأتها فكان ضلالهم أشد من أن يتقشع حين يسمعون ذكر الله .
وافتتاح هذه الجملة باسم الإشارة عقب ما وصفوا به من من قساوة القلوب لإفادة أن ما سيذكر من حالهم بعد الإشارة إليهم صاروا به أحرياء لأجل ما ذكر قبل اسم الإشارة كما تقدم في قوله ( أولئك على هدى من ربهم ) في سورة البقرة فكان مضمون قوله ( أولئك في ضلال مبين ) وهو الضلال الشديد علة لقسوة قلوبهم حسبما اقتضاه وقوع جملته استئنافا بيانيا . وكان مضمونها مفعولا لقسوة قلوبهم حسبما اقتضاه تصدير جملتها باسم الإشارة وعقب وصف المشار إليهم بأوصاف