وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأصل الكلام على اعتبار ( من ) شرطية : أمن تحقق عليه كلمة العذاب في المستقبل فأنت لا تنقذه منه فتكون همزة ( أفأنت تنقذ من في النار ) للاستفهام الإنكاري وتكون همزة ( أفمن حق عليه كلمة العذاب ) افتتح بها الكلام المتضمن الإنكار للتنبيه من أول الأمر على أن الكلام يتضمن إنكارا كما أن الكلام الذي يشتمل على نفي قد يفتتحونه بحرف نفي قبل أن ينطقوا بالنفي كما في قول مسلم بن معبد الوالبي من بني أسد : .
فلا والله لا يلفى لما بي ... ولا لما بهم أبدا دواء ويفيد ذكرها توكيد مفاد همزة الإنكار إفادة تبعية .
وأصل الكلام على اعتبار ( من ) الأولى موصولة : الذين تحق عليهم كلمة العذاب أنت لا تنقذهم من النار فتكون الهمزة في قوله ( أفمن حق عليه كلمة العذاب ) للاستفهام الإنكاري وتكون همزة ( أفأنت تنقذ من في النار ) تأكيدا للهمزة الأولى .
و ( من ) من قوله ( من في النار ) موصولة .
A E و ( من في النار ) هم من حق عليهم كلمة العذاب لأن كلمة العذاب هي أن يكونوا من أهل النار فوقع إظهار في مقام الإضمار والأصل : ( أفأنت تنقذه من النار ) . وفائدة هذا الإظهار تهويل حالتهم لما في الصلة من حرف الظرفية المصور لحالة إحاطة النار بهم أي أفأنت تريد إنقاذهم من الوقوع في النار وهم الآن في النار لأنه محقق مصيرهم إلى النار فشبه تحقق الوقوع في المستقبل بتحققه في الحال . وقد صرح بمثل هذا الخبر المحذوف في قوله تعالى ( أفمن يلقى في النار خير أمن يأتي أمنا يوم القيامة ) في سورة فصلت وقوله ( أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم ) في سورة الملك .
والاستفهام تقريري كناية عن عدم التساوي بين هذا وبين المؤمن .
وكلمة ( العذاب ) هي كلام الله المقتضي أن الكافر في العذاب أين تقدير الله ذلك للكافر في وعيده المتكرر في القرآن . وتجريد فعل ( حق ) من تاء التأنيث مع أن فاعله مؤنث للفظ وهو كلمة لأن الفاعل اكتسب التذكير مما أضيف هو إليه نظرا لإمكان الاستغناء عن المضاف بالمضاف إليه فكأنه قيل : أفمن حق عليه العذاب .
وفائدة إقحام " كلمة " الإشارة إلى أن ذلك أمر الله ووعيده .
وتقديم المسند إليه على الخبر الفعلي في ( أفأنت تنقذ ) مفيد لتقوي الحكم وهو إنكار أن يكون النبي A بتكرير دعوته يخلصهم من تحقيق الوعيد أو يحصل لهم الهداية إذا لم يقدرها الله لهم .
والخطاب للنبي A تهوينا عليه بعض حرصه على تكرير دعوتهم إلى الإسلام وحزنه على إعراضهم وضلالهم وإلا فلم يكن النبي A بالذي يظن أنه ينقذهم من وعيد الله ولذلك اجتلب فعل الإنقاذ هنا تشبيها لحال النبي A في حرصه على هديهم وبلوغ جهده في إقناعهم بتصديق دعوته وحالهم في انغماسهم في موجبات وعيدهم بحال من يحاول إنقاذ ساقط في النار قد أحاطت النار بجوانبه استحقاقا قضى به من لا يرد مراده فحالهم تشبه حال وقوعهم في النار من الآن لتحقق وقوعه وحذف المركب الدال على الحالة المشبه بها ورمز إلى معناه بذكر شيء من ملائمات ذلك المركب المحذوف وهو فعل ( تنقذ من في النار ) الذي هو من ملائمات وقوعهم في النار على طريقة التمثيل بالمكنية أي إجراء الاستعارة المكنية في المركب ويكون قوله ( تنقذ من في النار ) قرينة هذه المكنية وهو في ذاته استعارة تحقيقية كما في قوله تعالى ( ينقضون عهد الله ) .
وهذا مما أشار إليه الكشاف وبينه التفتزاني فيعد من مبتكرات دقائق أنظارهما وبه يتم تقسيم الاستعارة التمثيلية إلى قسمين مصرحة ومكنية . وذلك كان مغفولا عنه في علم البيان وبهذا تعلم أن الإنقاذ أطلق على الإلحاح في الإنذار من إطلاق اسم المسبب على السبب وأن من في النار من هو صائر إلى النار فلا متمسك للمعتزلة في الاستدلال بالآية على نفي الشفاعة المحمدية لأهل الكبائر على أننا لو سلمنا أن الآية مسوقة في غرض الشفاعة فإنما نفت الشفاعة لأهل الشرك لأن من في النار يحتمل العهد وهم المتحدث عنهم في هذه الآية . ولا خلاف في أن المشركين لا شفاعة فيهم قال تعالى ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) على أن المنفي هو أن يكون النبي A منقذا لمن أراد الله عدم إنقاذه فأما الشفاعة فهو سؤال الله أن ينقذه