وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أكمل تميزه مع التنبيه على أنهم كانوا أحرياء بهذه العناية الربانية لأجل ما اتصفوا به من الصفات المذكورة قبل اسم الإشارة وهي صفات اجتنابهم عبادة الأصنام مع الإنابة إلى الله واستماعهم كلام الله واتباعهم إياه نابذين ما يلقى به المشركون من أقوال التضليل .
والإتيان باسم الإشارة عقب ذكر أوصاف أو أخبار طريقة عربية في الاهتمام بالحكم والمحكوم عليه فتارة يشار إلى المحكوم عليه كما هنا وتارة يشار إلى الخبر كما في قوله ( هذا وإن للطاغين لشر مئاب ) في سورة ص .
وقد أفاد تعريف الجزأين في قوله ( أولئك الذين هداهم الله ) قصر الهداية عليهم وهو قصر صفة على موصوف وهو قصر إضافي قصر تعيين أي دون الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم .
A E ومعنى ( هداهم الله ) أنهم أنالوا هذه الفضيلة بأن خلق الله نفوسهم قابلة للهدى الذي يخاطبهم به الرسول A فتهيأت نفوسهم لذلك وأقبلوا على سماع الهدى بشراشرهم وسعوا إلى ما يبلغهم إلى رضاه وطلبوا النجاة من غضبه .
وليس المراد بهدي الله إياهم أنه وجه إليهم أوامر إرشاده لأن ذلك حاصل للذين خوطبوا بالقرآن فأعرضوا عنه ولم يتطلبوا البحث عما يرضي الله تعالى فأصروا على الكفر .
وأشارت جملة ( وأولئك هم أولوا الألباب ) إلى معنى تهيئتهم للاهتداء بما فطرهم الله عليه من عقول كاملة وأصل الخلقة ميالة لفهم الحقائق غير مكترثة بالمألوف ولا مراعاة الباطل على تفاوت تلك العقول في مدى سرعة البلوغ للاهتداء فمنهم من آمن عند أول دعاء للنبي A مثل خديجة وأبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب ومنهم من آمن بعيد ذلك أو بعده فإشير إلى رسوخ هذه الأحوال في عقولهم بذكر ضمير الفصل مع كلمة ( أولوا ) الدالة على أن الموصوف بها ممسك بما أضيفت إليه كلمة ( أولوا ) وبما دل عليه تعريف ( الألباب ) من معنى الكمال فليس التعريف فيه تعريف الجنس لأن جنس الألباب ثابت لجميع العقلاء . وأشار إعادة اسم الإشارة إلى تميزهم بهذه الخصلة من بين نظرائهم وأهل عصرهم .
وفيه تنبيه على أن حصول الهداية لا بد له من فاعل وقابل فأشير إلى الفاعل بقوله تعالى ( هداهم الله ) وإلى المقابل بقوله ( هم أولوا الألباب ) . وفي هذه الجملة من القصر ما في قوله ( أولئك الذين هداهم الله ) .
وقد دل ثناء الله على عباده المؤمنين الكمل بأنهم أحرزوا صفة اتباع أحسن القول الذي يسمعونه على شرف النظر والاستدلال للتفرقة بين الحق والباطل وللتفرقة بين الصواب والخطأ ولغلق المجال في وجه الشبهة ونفي تلبس السفسطة .
وهذا منه ما هو واجب على الأعيان وهو ما يكتسب به الاعتقاد الصحيح على قدر قريحة الناظر ومنه واجب على الكفاية وهو فضيلة وكمال في الأعيان وهو النظر والاستدلال في شرائع الإسلام وإدراك دلائل ذلك والفقه في ذلك والفهم فيه والتهمم برعاية مقاصده في شرائع العبادات والمعاملات وآداب المعاشرة لإقامة نظام الجامعة الإسلامية على أصدق وجه وأكمله وإلجام الخائضين في ذلك بعماية وغرور وإلقام المتنطعين والملحدين .
ومما يتبع ذلك انتفاء أحسن الأدلة وأبلغ الأقوال الموصلة إلى هذا المقصود بدون اختلال ولا اعتلال بتهذيب العلوم ومؤلفاتها فقد قيل : خذوا من كل علم أحسنه أخذا من قوله تعالى هنا ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) .
وعن ابن زيد نزلت في زيد بن عمرو بن نفيل وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها في جاهليتهم واتبعوا أحسن ما بلغهم من القول .
وعن ابن عباس نزل قوله ( فبشر عباد الذين يستمعون القول ) الآية في عثمان وعبد الرحمان بن عوف وطلحة والزبير وسعيد بن زيد وسعد بن أبي وقاص جاؤوا إلى أبي بكر الصديق حين أسلم فسألوه فأخبرهم بإيمانه فآمنوا .
( أفمن حق عليه العذاب أفأنت تنقذ من في النار [ 19 ] )