وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتعبير عن المؤمنين ب ( الذين اجتنبوا الطاغوت ) لما في الصلة من الإيماء إلى وجه بناء الخبر وهو ( لهم البشرى ) وهذا مقابل قوله ( ذلك يخوف الله به عباده ) .
والطاغوت : مصدر أو اسم مصدر طغا على وزن فعلوت بتحريك العين بوزن رحموت وملكوت . وفي أصله لغتان الواو والياء لقولهم : طغا طغوا مثل علو وقولهم : طغوان وطغيان . وظاهر القاموس أنه واوي وإذ كانت لامه حرف علة ووقعت بعدها واو زنة فعلوت استثقلت الضمة عليها فقدموها على العين ليتأتى قلبها ألفا حيث تحركت وأنفتح ما قبلها فصار طاغوت بوزن فلعوت بتحريك اللام وتاؤه زائدة للمبالغة في المصدر .
A E ومن العلماء من جعل الطاغوت اسما أعجميا على وزن فاعول مثل جالوت وطالوت وهارون وذكره في الإتقان فيما وقع في القرآن من المعرب وقال : إنه الكاهن بالحبشية . واستدركه ابن حجر فيما زاده على أبيات ابن السبكي في الأفاظ المعربة الواقعة في القرآن وقد تقدم ذكره بأخصر مما هنا عند قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ) في سورة النساء .
وأطلق الطاغوت في القرآن والسنة على القوي في الكفر أو الظلم فأطلق على الصنم وعلى جماعة الأصنام وعلى رئيس أهل الكفر مثل كعب بن الأشرف . وأما جمعه على طواغيت فذلك على تغليب الاسمية علما بالغلبة إذ جعل الطاغوت لواحد الأصنام وهو قليل وهو هنا مراد به جماعة الأصنام وقد أجري عليه ضمير المؤنث في قوله ( أن يعبدوها ) باعتبار أنه جمع لغير العاقل وأجري عليه ضمير جماعة الذكور في قوله تعالى ( والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ) في سورة البقرة باعتبار أنه وقع خبرا عن الأولياء وهو جمع مذكر وباعتبار تنزيلها منزلة العقلاء في زعم عبادها .
و ( أن يعبدوها ) بدل من ( الطاغوت ) بدل اشتمال .
والإنابة : التوبة وتقدمت في قوله ( إن إبراهيم لحليم أواه منيب ) في سورة هود .
والمراد بها هنا التوبة من كل ذنب ومعصية وأعلاها التوبة من الشرك الذي كانوا عليه في الجاهلية .
والبشرى : البشارة وهي الإخبار بحصول نفع وتقدمت في قوله تعالى ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) في سورة يونس . والمراد بها هنا : البشرى بالجنة .
وفي تقديم المسند من قوله ( لهم البشرى ) إفادة القصر وهو مثل القصر في ( أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) .
وفرع على قوله ( لهم البشرى ) قوله ( فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) وهم الذين اجتنبوا الطاغوت فعدل عن الإتيان بضميرهم بأن يقال : فبشرهم إلى الإظهار باسم العباد مضاف إلى ضمير الله تعالى وبالصلة لزيادة مدحهم بصفتين أخريين وهما : صفة العبودية لله أي عبودية التقرب وصفة استماع القول واتباع أحسنه .
وقرأ العشرة ما عدا السوسي راوي أبي عمرو كلمة ( عباد ) بكسر الدال دون ياء وهو تخفيف واجتزاء بوجود الكسرة على الدال . وقرأها السوسي بياء بعد الدال مفتوحة في الوصل وساكنة في الوقف ونقل عنه حذف الياء في حالة الوقف وهما وجهان صحيحان في العربية كما في التسهيل لكن اتفقت المصاحف كتابة ( عباد ) هنا بدون ياء بعد الدال وذلك يوهن قراءة السوسي إلا أن يتأول لها بأنها من قبيل الأداء .
والتعريف في ( القول ) تعريف الجنس أي يستمعون الأقوال مما يدعو إلى الهدى مثل القرآن وإرشاد الرسول A ويستمعون الأقوال التي يريد أهلها صرفهم عن الإيمان من ترهات أئمة الكفر فإذا استمعوا ذلك اتبعوا أحسنه وهو ما يدعو إلى الحق .
والمراد : يتبعون القول الحسن من تلك الأقوال فاسم التفضيل هنا ليس مستعملا في تفاوت الموصوف به في الفضل على غيره فهو للدلالة على قوة الوصف مثل قوله تعالى ( قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) . أثنى الله عليهم بأنهم أهل نقد يميزون بين الهدى والضلال والحكمة والأوهام نظار في الأدلة الحقيقية نقاد للأدلة السفسطائية .
وفي الموصول إيماء إلى أن اتباع أحسن القول سبب في حصول هداية الله إياهم .
وجملة ( أولئك الذين هداهم الله ) مستأنفة لاسترعاء الذهن لتلقي هذا الخبر . وأكد هذا الاسترعاء بجعل المسند إليه اسم إشارة ليتميز المشار إليهم