وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمعنى : إن الله وعدهم أن يلاقوا حسنة إذا هم هاجروا من ديار الشرك . وليس حسن العيش ولا ضده مقصورا على مكان معين وقد وقع التصريح بما كني عنه هنا في قوله تعالى ( قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) .
والمراد : الإيماء إلى الهجرة إلى الحبشة . قال ابن عباس في قوله تعالى ( قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم ) يريد جعفر بن أبي طالب والذين خرجوا معه إلى الحبشة .
ونكتة الكناية هنا إلقاء الإشارة إليهم بلطف وتأنيس دون صريح الأمر لما في مفارقة الأوطان من الغم على النفس وأما الآية التي في سورة النساء فإنها حكاية توبيخ الملائكة لمن لم يهاجروا .
وموقع جملة ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) موقع التذييل لجملة ( للذين أحسنوا ) وما عطف عليها لأن مفارقة الوطن والتغرب والسفر مشاق لا يستطيعها إلا صابر فذيل الأمر به بتعظيم أجر الصابرين ليكون إعلاما للمخاطبين بأن أجرهم على ذلك عظيم لأنهم حينئذ من الصابرين الذين أجرهم بغير حساب .
A E والصبر : سكون النفس عند حلول الآلام والمصائب بأن لا تضجر ولا تضطرب لذلك وتقدم عند قوله تعالى ( وبشر الصابرين ) في سورة البقرة . وصيغة العموم في قوله ( الصابرين ) تشمل كل من صبر على مشقة في القيام بواجبات الدين وامتثال المأمورات واجتناب المنهيات ومراتب هذا الصبر متفاوتة وبقدرها يتفاوت الأجر .
والتوفية : إعطاء الشيء وافيا أي تاما .
والأجر : الثواب في الآخرة كما هو مصطلح القرآن .
وقوله ( بغير حساب ) كناية عن الوفرة والتعظيم لأن الشيء الكثير لا يتصدى لعده والشيء العظيم لا يحاط بمقداره فإن الإحاطة بالمقدار ضرب من الحساب وذلك شأن ثواب الآخرة الذي لا يخطر على قلب بشر .
وفي ذكر التوفية وإضافة الأجر إلى ضميرهم تأنيس لهم بأنهم استحقوا ذلك لا منة عليهم فيه وإن كانت المنة لله على كل حال على نحو قوله تعالى ( لهم أجر غير ممنون ) .
والحصر المستفاد من ( إنما ) منصب على القيد وهو ( بغير حساب ) والمعنى : ما يوفى الصابرون أجرهم إلا بغير حساب وهو قصر قلب مبني على قلب ظن الصابرين أن أجر صبرهم بمقدار صبرهم أي أن أجرهم لا يزيد على مقدار مشقة صبرهم .
والهجرة إلى الحبشة كانت سنة خمس قبل الهجرة إلى المدينة . وكان سببها أن رسول الله A لما رأى ما يصيب أصحابه من البلاء وأن عمه أبا طالب كان يمنع ابن أخيه من أضرار المشركين ولا يقدر أن يمنع أصحابه قال رسول الله A " لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه " فخرج معظم المسلمين مخافة الفتنة فخرج ثلاثة وثمانون رجلا وتسع عشرة امرأة سوى أبنائهم الذين خرجوا بهم صغارا . وقد كان أبو بكر الصديق استأذن رسول الله A في الهجرة فأذن له فخرج قاصدا بلاد الحبشة فلقيه ابن الدغنة فصده وجعله في جواره .
ولما تعلقت إرادة الله تعالى بنشر الإسلام في مكة بين العرب لحكمة اقتضت ذلك وعذر بعض المؤمنين فيما لقوه من الأذى في دينهم أذن لهم بالهجرة وكانت حكمته مقتضية بقاء رسوله A بين ظهراني المشركين ابث دعوة الإسلام لم يأذن له بالهجرة إلى موطن آخر حتى إذا تم مراد الله من توشج نواة الدين في تلك الأرض التي نشأ فيها رسوله A وأصبح انتقال الرسول A إلى بلد آخر أسعد بانتشار الإسلام في الأرض أذن الله لرسوله A بالهجرة إلى المدينة بعد أن هيأ له بلطفه دخول أهلها في الإسلام وكل ذلك جرى بقدر وحكمة ولطف برسوله A .
( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين [ 11 ] وأمرت لأن أكون أول المسلمين [ 12 ] ) بعد أن أمر الله رسوله A بخطاب المسلمين بقوله ( قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ) أمر رسوله A بعد ذلك أن يقول قولا يتعين أنه مقول لغير المسلمين .
نقل الفخر عن مقاتل : أن كفار قريش قالوا للنبي A : ما يحملك على هذا الدين الذي أتيتنا به ألا تنظر إلى ملة أبيك وجدك وسادات قومك يعبدون اللات والعزى فأنزل الله ( قل أني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين )