وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( ساجدا وقائما ) حالان مبينان ل ( قانت ) ومؤكدان لمعناه . وجملة ( يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ) حالان فالحال الأول والثاني لوصف عمله الظاهر والجملتان اللتان هما ثالث ورابع لوصف عمل قلبه وهو أنه بين الخوف من سيئاته وفلتاته وبين الرجاء لرحمة ربه أن يثيبه على حسناته .
A E وفي هذا تمام المقابلة بين حال المؤمنين الجارية على وفق حال نبيهم A وحال أهل الشرك الذين لا يدعون الله إلا في نادر الأوقات وهي أوقات الاضطرار ثم يشركون به بعد ذلك فلا اهتمام لهم إلا بعاجل الدنيا لا يحذرون الآخرة ولا يرجون ثوابها .
والرجاء الخوف من مقامات السالكين أي أوصافهم الثابتة التي لا تتحول .
والرجاء : انتظار ما فيه نعيم وملاءمة للنفس . والخوف : انتظار ما هو مكروه للنفس . والمراد هنا : الملاءمة الأخروية لقوله ( يحذر الآخرة ) أي يحذر عقاب الآخرة فتعين أن الرجاء أيضا المأمول في الآخرة .
وللخوف مزيته من زجر النفس عما لا يرضي الله وللرجاء مزيته من حثها على ما يرضي الله وكلاهما أنيس السالكين .
وإنما ينشأ الرجاء على وجود أسبابه لأنه المرء لا يرجو إلا ما يظنه حاصلا ولا يظن المرء إلا إذا لاحت له دلائله ولوازمه لأن الظن ليس بمغالطة والمرء لا يغالط نفسه فالرجاء يتبع السعي لتحصيل المرجو قال الله تعالى ( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيا وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ) فإن ترقب المرء المنفعة من غير أسبابها فذلك الترقب يسمى غرورا .
وإنما يكون الرجاء أو الخوف ظنا مع تردد في المظنون أما المقطوع به فهو اليقين واليأس وكلاهما مذموم قال تعالى ( فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) وقال ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) .
وقد بسط ذلك حجة الإسلام أبو حامد في كتاب الرجاء والخوف من كتاب الإحياء . ولله در أبي الحسن التهامي إذ يقول : .
وإذا رجوت المستحيل فإنما ... تبني الرجاء على شفير هار وسئل الحسن البصري عن رجل يتمادى في المعاصي ويرجو فقال : هذا تمن وإنما الرجاء قوله ( يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ) .
وقال بعض المفسرين أريد ب ( من هو قانت ) أبو بكر وقيل عمار بن ياسر وقيل : أبو ذر وقيل ابن مسعود وهي روايات ضعيفة ولا جرم أن هؤلاء المعدودين هم من أحق من تصدق عليه هذه الصلة فهي شاملة لهم ولكن محمل الموصول في الآية على تعميم كل من يصدق عليه معنى الصلة .
( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب [ 9 ] ) استئناف بياني موقعه كموقع ( قل تمتع بكفرك قليلا ) أثاره وصف المؤمن الطائع والمعنى : أعلمهم يا محمد بأن هذا المؤمن العالم بحق ربه ليس سواء للكافر الجاهل بربه .
وإعادة فعل ( قل ) هنا للاهتمام بهذا المقول ولاسترعاء الأسماع إليه .
والاستفهام هنا مستعمل في الإنكار . والمقصود : إثبات عدم المساواة بين الفريقين وعدم المساواة يكنى به عن التفضيل . والمراد : تفضيل الذين يعلمون على الذين لا يعلمونه كقوله تعالى ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين ) أو بالقرينة كما في قوله هنا ( هل يستوي الذين يعلمون ) الخ لظهور أن العلم كمال و لتعقيبه بقوله ( إنما يتذكر أولوا الألباب ) . ولهذا كان نفي الاستواء في هذه الآية أبلغ من نفي المماثلة في قول النابغة : .
يخبرك ذو عرضهم عني وعالمهم ... وليس جاهل شيء مثل من علما وفعل ( يعلمون ) في الموضعين منزل منزلة اللازم فلم يذكر له مفعول